اساليب الاضاءة الحديثة المستخدمة فى المتاحف وفتارين العرض

الفهرس
-        الإهداء                                                                           2
-        المقدمة                                                                          3
-        تأثير الضوء                                                                     4
-        أساليب الإضاءة                                                                  6
-        المواصفات المطلوبة فى أجهزة الاضاءة                                  8
-        مشروع الاضاءة المستخدم لعرض الاثار العضوية                      11
-        اضاءة الفتارين                                                                   13
-        مصادر الاضاءة داخل المتحف                                                13
-        توصيات                                                                           17                                 
-        خاتمة                                                                               18
-        قائمة المراجع                                                                      19







مقدمة
يعتبر الضوء هو أخر قطعة من قطع البازل (puzzle) حيث من خلاله يتم إظهار القطع الأثرية المعروضة ومن الممكن أن يستخدم ضعيفاُ أو قوياُ أو جزئياُ على حسب حالة القطعة المراد عرضها.
والعلة هنا تكمن فى اختيار مصدر الضوء حيث يجب ألا يشكل سبب جوهرى للتلف وان الأضواء الصناعية هى غالباُ لمبات الضوء المتوهج الأبيض وأنابيب الفلورسنت وسيتم عرض تأثيرها على المعروضات فيما يلي.
وإن الإضاءة الجيدة تتطلب إتباع أساليب معينة لاستعمال لمبات الأضاءة وقد يتم دمج هذه اللمبات فى أجهزة الأضاءة بهدف تحسين ظروف الأضاءة مع مراعاة الناحية السيكولوجية والفسيولوجية وأيضاُ الناحية الوقائية.


- تأثير الضوء
فى البداية قبل التطرق الى لب الموضوع يجب معرفة ما هو تأثير الضوء على المعروضات الأثرية  وخاصة الأثار العضوية.
فى اصدارات متعلقة بهذا الموضوع ، فمن المعروف أن مصادر الضوء تختلف بين طبيعية وصناعية وان أى مصدر ضوئى يشع كمية من الاشعاع الغير مرئى (أشعة فوق ينفسجية ، أشعة تحت حمراء) ، وضوء الأشعة البنفسجية يكون ذا طول موجي قصير وهو مايخشي منه نظراً لتأثيراته الاسبكتروكيميائية ، أما الأشعة تحت الحمراء فموجاتها طويلة مما يجعل لها تأثير يتسبب فى زيادة درجة الحرارة ، وضوء الشمس له الصفات الضارة لكلآ من الضوئيين الصناعيين(1).
بالمقارنة بين الضوء الصناعى وضوء الشمس نجد أن ضوء الشمس يختلف عنه ويتغير ضوء الشمس بإستمرار فى النوعية والكمية حسب ظروف كل بلد عن الأخرى ويتغير تبعاً لأحوال الجو وفصول السنة  ، والزائر يفضل تنوع المصادر من كلأ من الشمس والمصادر الصناعية .
وفى حالة أن هذه المعروضات الأثرية (عضوية) فهى تكون شديدة التأثر بالضوء فهى حساسة للضوء فلا بد أن تتلف أجلآ أم عاجلآ وقد يستمر تأثير الضوء عليها على مدي عدة سنين حسب كثافة التعرض وطراز الأشعاع ونوع القطعة المضاءة ، وعند اختيار الات الإضاءة نجد أنفسنا أمام حيرة كبيرة حيث اذ رغبنا فى ابراز القيم التشكلية فنجد انه لابد من استعمال أنابيب الفلورسنت ونجد انه يمكن السيطرة عليها بخلاف الأشعة الصادرة من لمبات الوهج الأبيض حيث يمكن ظبط أشعتها كمصدر بالغ الدقة.(2)

1-    د/عاطف عبد اللطيف، محاضرات فى فن المتاحف،كلية الأثار، 2010، صــ53
2-    د/عاطف عبد اللطيف ،المرجع السابق ، صـ53

تعرضت العديد من الأبحاث لهذا الموضوع  و أوضحت أن الأشعة فوق البنفسجية وهذه الحزم من الطيف الضوئى تعد عامل تلف رئيسي ، وان التعرض لفترات تحت هذا الضوء سواء كان مصدره من الشمس او حتي لمب الفلورسنت تسبب شحوب (بهتان) كبير للألوان وتدمير للألياف اللسيليوزية الموجودة (الورق ، القطن ) وان تأثير الضوء يظل مستمر خاصة بالتعرض للضوء القوي حتى وإن كان لفترة قصيرة مما يسبب تدمير كما لو كان مستوى الضوء ضعيف ولكنه لفترة طويلة. (1)
ومن لمب الأضاءة الصناعية (التنجستين والفلورسنت) وكلاً منهما تسبب مشاكل للصيانة خاصة عندما تستخدم مع الأثار العضوية (المنسوجات، اللوحات الزيتية) حيث أن كلاً منهما يتنتج عنه حرارة وأشعة فوق بنفسجية والتى بالتأكيد تسبب تدمير للمواد الأثرية. (2)
أما عن تأثير الحرارة الناتج عن اللمب المتوهجة (incandescent lamps) المتولد بسبب اصدار الأشعة تحت الحمراء (infra-red) وهى تسبب حرارة على سطح الأثر ، واذا كان هناك مجموعة من الصبغات المختلفة على الأثر من الممكن أن تمتص هذه الألوان حرارة تختلف درجة امتصاص كل لون عن الأخر مما يكون حرارة سطحية مزعجة (ورق،خشب،الحامل) فيتكون شقوق وتفلقات وتمزقات . (3)
إهتمت الأيكوم واليونسكو بالخطر الشديد الناتج عن استعمال لمب الفلورسنت والتى لا ينصح بها لإضاءة المعروضات الأثرية بالمتاحف ونفس الشئ بالنسبة للمبات الكهربائية ذات الوهج الأبيض.(4)                            

                                             

1- Nathan stolow, conservation standards for works, unesco , 1979 , p.25.
2-giles velarde , designing exhibition, second edition, Burlington, 2001,p.119.
3- Nathan stolow, المرجع السابق, p.29.
4- عاطف عبد اللطيف ، المرجع السابق ، صــ53
أساليب الأضاءة
هناك أساليب مختلفة للأضاءة تتحدد حسب توجيه الضوء على المستوي الذي يتم فوقه العرض ، وهذا المستوي يكون فى أغلب الأحيان أفقياً ويقع على ارتفاع 80سـم فوق ارضية العرض الا انه قد توجد هناك حالات خاصة وهناك المستويات الرأسية الذي يبعد عن الحائط حوالى 30سـم . (1)
كان هناك اعتقاد سابق يعتبر أن الأضاءة الصناعية أنسب أنواع الأضاءة ، لما تمتاز به من سهولة فى التشغيل والتوزيع علاوة على ابراز الملامح الخاصة بالمعروضات ولكن التجربة أثبتت أن هذا الأعتقاد غير صحيح وأن ضوء النهار هو الضوء المناسب داخل المتاحف على الرغم من كل الصعوبات المختلفة التى تحجب هذا الضوء فى فترات مختلفة من السنة ومن عدم وصوله الى بعض الأماكن داخل المتحف.
ولتحقيق أقصي استفادة من الضوء الطبيعي لابد من أن يراعي هذا عند التصميم مما يؤدي للتضحية ببعض الأعتبارات الأنشائية وتنقسم هذه الأضاءة الى نوعان:-
- علوية (رأسية) :
    تتخلل هذه الاضاءة مباشرة الى قاعات العرض ويمكن التحكم فى كمية الضوء الساقط ليتيح الرؤية الجيدة.
- جانبية:
   يحصل على هذا النوع من خلال النوافذ العادية والفتحات الموجودة بالحوائط حسب الحاجة على أن تكون المعروضات غير مواجهة لهذه النوافذ حتى لا تواجه مصدر الضوء مباشرة فيؤثر عليها فيراعي أن تكون النوافذ مصممة بزوايا صحيحة لمصدر الضوء.(2)


1-    د/ يحي حمودة ، الاضاءة داخل المباني ، دار المعارف ، 1984،صـــ61
2-    عاطف عبد اللطيف ، المرجع السابق ، صـــ40


الاضاءة الطبيعية تنقسم الى نوعين :-
-        اضاءة مباشرة من الشمس
-        اضاءة منعكسة من السماء عن طريق عواكس فى الأسقف أو الحوائط ولا غني عنها خاصة اذا كان متحف مفتوح . (1)
وبالنسبة للإضاءة الصناعية تستخدم فى المتاحف ذات المعـروضات الخاصة (نسيج ، لوحات فنية ، زجاج) ، ومصدر هذه الأضاءة هو الكهرباء.
وعند استخدام الأضاءة الصناعية نجدها تطبق فى خمس طرق مختلفة:-
- الإضاءة المباشرة:
    نجد فى هذه الطريقة كل الفيض الضوئى للمبة موجه الى أسفل ويسقط بزوايا مباشرة فى اتجاه الأثر، وينتج عن هذه الأضاءة ظلال شديدة. (2)
- الإضاءة نصف مباشرة:
   وهى أفضل من الطريقة الأولى ويسقط فيها الضوء الى اسفل وتنتج فى حالة استعمال لمبة مركب فوقها غطاء نصف شفاف ، ونجد أن الجزء الأكبر من الفيض الضوئي للمبة يتجه الى أسفل فى حين نجد من 15% الى 40% من الفيض الضوئي للمبة ينفذ من خلال الغطاء العلوى النصف شفاف وينبعث الى أعلى وتكون الظلال أقل شدة عما فى الحالة السابقة.(3)
- الإضاءة المزدوجة ( مباشرة- نصف مباشرة):
   وتعكس المصابيح معظم اضاءتها على السطح الأفقى منطلقة من السقف ، كما فى حالة استعمال لمبة مركب عليها جلوب من الزجاج المصنفر ، ونجد من 40% الى 60% من الفيض موجه لأسفل والباقي منه موجه لأعلى ، ويجب أن تكون الحوائط والأسقف فاتحة اللون. (4)
1-    د/ عاطف عبد اللطيف ، المرجع السابق ، صــ49
2-    د/ يحي حمودة ، المرجع السابق ، صـــ62
3-    د/ عاطف عبد اللطيف ، المرجع السابق ، صــ49
4-    د/ يحي حمودة ، المرجع السابق ، صـــ64
- الإضاءة نصف غير مباشرة:
    وفى هذه الحالة يتجه الضوء الى أعلى السقف ثم ينزل فى اضاءة غير مباشرة على سطح الأثر من خلال زجاج عاكس، وهذا الاسلوب ليس اقتصادي فى حالة القاعات ذات الارتفاع الكبير فيضيع تأثير انعكاس الضوء على الأسقف ليصل الى فاترين العرض ، ويتطلب ان تكون الحوائط فاتحة اللون حتى ينعكس عليها وهذه الاضاء تكون مريحة للعين .
- الإضاءة الغير مباشرة:
    ضوء قادم من أعلى بواسطة منعكسات مقلوبة وهى طريقة مميزة حيث تسمح بالتوزيع الجيد للأضاءة وانعدام الوهج الأبيض الصادر من المصباح ، حيث يوجه الفيض الضوئى للمبة بالكامل الى أعلى ، والضوء ينعكس على الأسقف والجزء العلوى من الحوائط ويستطير وتضعف الظلال الى حدها الادنى. (1)
المواصفات المطلوبة فى أجهزة الأضاءة
يقصد بجهاز الأضاءة كل ما يضاف على اللمبة الكهربائية لتركب معه لتكون جهاز اضاءة مناسب للغرض المعد له لتحقق اضاءة ملائمة ، وذلك بإحدي أساليب الإضاءة السابق ذكرها
وان لا ننسي توافر حسن المظهر فمنه تنبثق الحيوية وتشكيل الحيزات أثناء عدم اضائته .
ويشترط أيضاً المتانة وسهولة التركيب والفك والا ينتج عنه سخونة عالية للمبة أو الماسك ، ويشترط أيضاً فى الجهاز سهولة النظافة والصيانة ، حيث أن الأتربة التى تتراكم فوق أجزائه تعمل على امتصاص الضوء بنسبة 40% أو 50% من الفيض الضوئى المنبعث من مجموع لمبات الجهاز، مما يحتم وضع أجهزة الأضاءة بحيث يمكن الوصول اليها ، لامكان تنظيفها من ان لآخر.



1- د/ عاطف عبد اللطيف ، المرجع السابق ، صـــ49
وتصنع أجهزة الاضاءة من مواد مختلفة ، يمكن تصنيفها اجمالاً الى ثلاث مجموعات:
- مواد معتمة (غير شفافة) corps opaque :
   مثل الرقائق المعدنية عامة ، وهى التى لا تستطيع أشعة الضوء أن تمر خلالها.
- مواد شفافة corps transparent :
   كالزجاج العادى ، وهى التى تسمح للضوء أن يمر خلالها ، فيمكننا أن نميز بوضوح تام الأشياء الموضوعة خلفها.
- مواد نصف شفافة corps semi-transparent :
  مثل زجاج الاوبالين والزجاج المصنفر ، وهى التى تسمح بتمرير جزءاً فقط من الضوء خلالها ، فلا نستطيع أن نميز بوضوح صور الاشياء الموضوعة خلفها . ( 1)

ولنتناول الخواص الطبيعية لكل من مجموعات هذه المواد على حدة :
1- انعكاس الضوء على أسطح المواد المعتمة:
  اذ قابل شعاع ضوئى سطحا معتما ، فانه ينعكس عليه بنسب معينة وأما باقي الاشعة فيمتصها هذا السطح والانعكاس اما ان يكون منتظما أو مستطيرا او نصف مستطيراً، ويحدث الانعكاس المنتظم لاشعة الضوء الساقط اذا ما كان سطح الجسم تام الصقل ، مثل المرايا وبعض أسطح المعادن . فى هذه الحالة تتساوى زاوية السقوط مع زاوية الانعكاس ، كما وان كلا الزاويتان يقعان فى مستوى واحد ، ويظهر أن الضوء المنعكس صادر من نقطة تخيلية مماثلة للمنبع بالنسبة لسطح المرأة .




1- د/ يحي حمودة ، المرجع السابق ,صــ66 الى صــ67


وأما الانعكاس المستطير فيحدث للضوء الساقط على سطح فاتح غير مصقول ، مثل ورقة النشاف ، فترتد أشعة الضوء بشكل استطارة على هيئة كرة ، ومنه نجد أن منحنى توزيع قوة الاضاءة للانعكاس المستطير يكون بشكل دائرة، وأن الحد الاقصى للانعكاس يكون متعامداً على مستوى الانعكاس.
واما الانعكاس النصف مستطير فيجمع بدرجات متفاوتة كا من نوعي الانعكاس السابقين.وان منحنى توزيع الضوء المنعكس يظهر نتيجة جمع محصلتهما ، وتزداد مركبة الانعكاس المنتظم فى هذه الحالة كلما قلت زاوية السقوط الى الحد حيث يحدث الانعكاس المنتظم فقط .
2- انتقال الضوء داخل المواد الشفافة:
اذا قابل شعاع ضوئي جسما شفافا ، فان جزءا من الضوء ينعكس على السطح ، كما يمتص هذا الجسم الشفاف جزءا اخر من الضوء الساقط ، وأما الجزء الثالث منه فانه يخترق الجسم الشفاف ويمر منه . وان معامل انتقال الضوء داخل الجسم الشفاف يساوى
           الفيض الضوئى الذى مر عبر الجسم
          الفيض الضوئى الذى استقبله هذا الجسم
وان انتقال الضوء داخل الاجسام الشفافة اما ان يكون منتظما أو مستطيراً ( 1)





1-    د/ أسر على زكى،د/ حسن كمشوش ، هندسة الاضاءة ، دار الراتب الجامعية ، 1986 ، صــ70 الى صــ71


مشروع الاضاءة المستخدمة فى عرض الأثار العضوية
يبدأ العمل برسم اطار ابتدائى لعناصر التصميم الداخلى المقترح ، ثم يليه حساب قيم الاضاءة المطلوبة وعلينا التغيير والتعديل حسب منابع الضوء أو الخامات والأسطح المحيطة ، حتى ينتج لدينا فى النهاية سطح متناسق لا يسبب اى من تلك المتاعب السيكولوجية أو الفسيولوجية أو أخرى متعلقة بالصيانة .
وتتم خطوات حساب الاضاءة تبعا للاتى:
- حساب الفيض الضوئى الكلى للمبات وستلزم تحديد الاتى:
1- مستوى شدة الاضاءة
2- أسلوب الاضاءة
3- اختيار نموذج الاضاءة
4- تحديد معامل الكفاءة الكلية للاضاءة
وتختلف معاملات الكفاءة الضوئية تبعاً لكلا من لمبات التوهج العادية ، لمبات بخار الزئبق ، لمبات بخار الصوديوم ، ولمبات الفلورسنت .
وتتأثر أيضا هذه القيمة باختلاف لون الاسقف والحوائط واسلوب الاضاءة. (1)
- ويتلخص الحل الامثل لاضاءة المتاحف فى البحث عن الطريقة حيث تستعمل الاضاءة فقط أثناء الزمن الضرورى لاستيعاب الزائر القطعه المعروضة .
- ويتم ذلك بالاستغناء التام عن مصادر الاضاءة الطبيعية وباستخدام الخلايا الكهرومغناطيسية التى تؤثر على المنابع الضوئية الخاصة بكل قطعة معروضة اذا ما اقترب المشاهد منها ، فتضاء طالما هو واقف امامها  .( 2)


1- د/ يحي حمودة ، المرجع السابق ، صـــ162
2- د/ يحي حمودة ، المرجع السابق ، صـــ138


 ويعتبر هذا الحل فى المتاحف أوفق من الاستعانة بضوء النهار ، خاصة بالنسبة للمعروضات الرقيقة ان لم تستطيع تجنب سقوط ضوء النهار عليها فى الفترات خارج مواعيد الزيارة ، حيث لا فائدة للضوء داخل صالات العرض.
ويتم الحصول على اضاءة جيدة فى صالات المتاحف بمراعاة الآتى:
1- توزيع شدة استضاءة بقيم كافية، وتكون حسب التالى: (1)
          للاضاءة العامة داخل الصالات             70لوكس
         اضاءة اللوحات الفنية                       من250الى 400 لوكس
         الفترينات ذات العرض الخاص            من 300 الى 500 لوكس
2- تستعمل الالوان الفاتحة لطلاء الحوائط ةالاسقف ، ويفضل لها جميعا بالاضافة الى الارضيات الدرجات الرمادية لتترك للعين تقييم ألوان المعروضات دون أى تأثير ناتج عليها من انعكاس أو غيره.
3- ان الهدف من الاضاءة هو ابداع وسط حيادي باستعمال اللمبات المناسبة وسوف أقوم بسردها ، مع تجنب رؤية مصادر الضوء والالتزام بالنسب الصحيحة بين ضياء الاسطح
المختلفة .



1- د/ يحي حمودة ، المرجع السابق ، صـــــ138


إضاءة الفتارين     (  1)
تضاء فترينات عرض لوحات الرسم باضاءة خاصة وذلك بالاستعانة بلمبات فلورسنت تثبت بداخلها ومخبأة عن أعين المشاهد ،ويتم استعمال لمبات داخل عواكس خاصة.
وهناك الضوء الذي يوجه ناحية اللوحات الفنية مما يسمح بضبط الضوء سواء من حيث اللون والقوة .
وهناك طريقة إخرى تستخدم مع اللوحات الزيتية وهى إضاءة مكملة داخل عواكس تثبت قريبة من اللوحات فتعطي استضاءة جيدة ، وكما يمكن أن تضاء بأشرطة اضائية وهى عبارة عن شرائح من زجاج مستطيرة للضوء تثبت فوقها لمبات الاضاءة.
وعلينا أن نأخذ فى الاعتبار الزجاج الذي يحمي بعض اللوحات أن يتوافر فيه الواصفات المطلوبة لحماية هذه اللوحات وسأقوم بعرضها.
مصادر الاضاءة المستخدمة مع الاثار العضوية
أصبحت مصادر الاضاءة الصناعية أكثر تعقيداً وتطوراً ولكن يمكن ايجازها فى شيئين على العموم وهما:
-        تنجستين : اداة ذات جهد عالى أو منخفض.
-        الفلورسنت: لمب نحيلة مهذبة ذات أشكال مختلفة مجمعة للضوء.
وهناك أيضاً العروض التى تعتمد على الليزر ولكنها من الصعب استخدامها اقتصادياً
والتنجستين بكل مشتقاتها (هيلوجن،كوارتز) جميعها تعطي درجات مختلفة من الحدة والضوء مع تأثير بالدفء ومن الصعب ترشيحه الى احداهما.



1- يحي حمودة ، المرجع السابق ، صــــ139الى صــــ142
وعند استخدامها فى صالات العرض لا تستخدم لمب مباشرة ولكن تستخدم تأثيرات ضوئية حيث لا يوجد جذب من خلال لمب (40 وات) ، حيث ان اللمب المستخدمة فى العرض يجب أن تكون منكفئة ولها ضوء سطحي . وأيضاً يجب أن تكون ذات شكل أنيق وتوفر أضاءة كافية وغير ضارة فى صالة العرض ، ويجب أن يراعي أن تشير الى أماكن الحواف لتحدد أماكن ليقف بها الزوار.  (
1)
وهناك مصادر اخرى حديثة للعرض :
-        التى تعرف بـ( نيون ) وهى وسيلة عملية وهى المصدر الوحيد الذي يمكن تشكيله من خلال خطوط مصممة والتى نراها مستخدمة فى الاعلانات ذات الواجهات الجذابة ، ويتم تصميمها من خلال أشخاص ذو خبرة وهى تمثل حل مميز لمشكلات عديدة وهذه الطريقة تعمل على تكوين مساحة ومعدل أكبر من الالوان باستخدام تبادل للغازات المختلفة وأنابيب ملونة.
-        الليزر وهو مصدر ضوئى أخر يستخدم الان فى العرض من خلال مساحات هائلة ومما لا شك فيه هناك تطورات كثيرة مستمرة وستثمر بانتاج وسائل أكثر تقدم.
-        نظام (optic lighting  fiber) :
 الخلايا البصرية أصبح هذا النظام يستخدم على نطاق واسع وهى تضئ العديد من المحتويات بزوايا مختلفة حسب ظروف العرض والأثر نفسه وهذه الالياف (زجاج،بلاستيك) تبث أضواء لامعة فى مخارج دقيقة وهى أكثر فائدة فى المعارض الثمينة والعرض الدقيق. (2 )



1-   Giles velarde , المرجع السابق, ,p.119
2-   Bertrand laverdrine ,المرجع السابق, p.157
وهى ألواح بيرسبيكس ذات بناء جزيئى يسمح بنفاذ الضوء فى حافة واحدة ليرسل للنهاية الاخرى من اللوح ، وتكون خطوط مضيئة من خلال خطوط يتم نقشها فى اللوح نفسه لتكون دراما مضيئة.
-        العرض التفاعلى ( interactive display) :
وهذه الطريقة تعتمد على الزائر من خلال وصوله لقاعة العرض التى يتم بها عرض الأثر حيث يعطي الزائر فرصة ليستكشف الأثر بمفرده.(1)
-        اللمب التى تعرف بـ ( discharge bulbs):
هى لمب بيضاوية الشكل تحتوى على غاز( الزيبق ، الصوديوم ، بخار الزينون، الخ) ، وعندما تضاء اللمبة تنتقل الالكترونات من الكاثود متجهه الى الانود فى نهاية طرف الانبوبة ويحدث اشعاع منتج الضوء. (2)
-        box-in-a-box :
  هو عبارة عن محيط بيئي صغير يوفر للاثر بيئة منفصلة عن البيئة الخارجية ويوجد داخل محيط أخر أكبر وهو ما يعرف بـ  a box-in-a-box(3)





1-   Giles velarde , المرجع السايق, ,p.122
2-   Bertrand laverdrine ,  p.155
3-   David dean, museum exhibition, new York ,1996 , p. 77


ويقوم الخبراء و المختصين بالصيانة بالاستفسارعن أنظمة الاضاءة المستخدمة والتركيب.
هناك طرق بسيطة للحد من خطر الاشعاع وهى وجود مواد مرشحة للاشعة فوق البنفسجية الناتجة من لمب الفلورسنت وعمل مسافة ترويحية بالنسبة للمب المتوهجة التى ينتج عنها حرارة .
ويجب أن تشمل الحماية الكاملة للاثار هو أن يكون هناك تحكم فى نظم الاضاءة على وجود زمن محدد للعرض وتقليل مستويات الاضاءة وهى تمثل طريقة فعالة حيث تعمل على منع التلف.(1)
وبالنسبة للمب الفلورسنت هى مثال للاضاءة الخطية وستخدم كواجهة للديوراما والنماذج المعروضة ، والفلورسنت لمب باردة مقارنتاً بالتنجستين التى تعد لمب متوهجة فيزيائياً ومن السهل التحكم بها من خلال تنظيمها على مسافات وأبعاد محددة ، أما الفلورسنت فالصعب التحكم بها بدون معاتد خاصة مثل (ستارة فاجيو).
ستارة فاجيو(  throws vague)  : والتى تستخدم للتحكم بلمب الفلورسنت.(2)
وهناك بعض لمب الفلورسنت التى تصمم خصيصاً للمتاحف وتسمح بنفاذ كمية قليلة من الـ(uv) والتى يكون مصدرها غاز الـ هالوجين ، وبالنسبة للمب الهاليد فهى تولد نسب كبيرة من الـ uv والتى أن لا تستخدم بدون مرشحات.
ان اللمب المتوهجة بالمقارنة تعد أقل فى اصدار الاشعة فوق البنفسجية وما زال يوصي بهدف العرض. ( 3)
- وعندما يكون هناك مصدر ضوء طبيعي ( daylight) فانه من الممكن تطبيق ألواح من البلاستيك المستخدم كمرشح على النوافذ أو يتم دمجها مع الفاترين حول الأثر.

1- David dean,المرجع السابق, p. 77
2- Giles velarde , المرجع السايق, ,p.119
3- Bertrand laverdrine ,المرجع السابق  , p.153

- light meters :
مقياس ضوئى نقيس به التردد الضوئي المرئى والأشعة فوق البنفسجية ، وهى متوفرة تجارياً ، وهذا الاسلوب يستخدمه المصورون ليقيس به الضوء المرئى .
 ومستويات الضوء توضع بـ (lumens, foot-candles).    (1)
توصيات
السؤال الأن حول مستوى الاضاءة الآمن للصيانة؟
والاجابة أن النظام المقبول الان هو من 50الى 100 لوكس بالنسبة للاثار العضوية وان يتم غلق الضوء عند الامكان .
علينا استخدام أقل كمية من الضوء لانارة الاثر وتحقيق ذلك يعتمد على كمية الضوء المحيط فى البيئة.
ويوصي بـ أن يكون أنظمة الاضاءة ذات القوة الكهربية الضعيفة غالباً 50 وات أو أقل هى الامثل مع وجود انابيب الفلورسنت الموزعة (يرغب بوجودها) مع وجود مرشحات ماصة للاشعة فوق البنفسجية ، والتأكد من وجود اللمب المتوهجة المنتجة للحرارة على مسافة كافية من الأثر. (2)






1-   David dean,المرجع السابق, p. 79
2-    Nathan stolow, المرجع السابق ,  p.29


خاتمة
فى البدء كان التاريخ خيال الزمان قبل ان يصبح واقعه ويصير ماضيه ، وهكذا فان خلاصة ابداع قريحة عباقرة القرون الماضية من الرسامين ، ونتاج بنات افكارهم ، اضحى اليوم تراثنا وثقافتنا التى نفخر بها.
 لذا وجب على الجميع – وبالاخص نحن معشر المرممين- الاهتمام بها والحفاظ عليها ودراسة كافة الحلول التى تمكنها من الاستمرار عل مر العصور حاملة القيم والمعايير الثقافية للحضارات التى تنتمى اليها.
فالفنون هى مرآة العصر والشاهد على التاريخ.
فى النهاية ارجو ان اكون قد وفقت فى تناول معظم عناصر هذا البحث بجدية وتركيز ، دون تطويل ممل او اختصار مخل .وأن تكون التوصيات محل دراسة ونظر فى المستقبل.



قائمة المراجع
أولاً : المراجع العربية
1- د/ أسر على زكى ، د/ حسن كشموش ، هندسة الاضاءة ، دار الراتب الجامعية ،1986 .
2- د/ عاطف عبد اللطيف ، محاضرات فى فن المتاحف ، كلية الاثار ، 2010.
3- د/ يحي حمودة ، الاضاءة داخل المباني ، دارالمعارف ، 1984.                                  


ثانياً : المراجع الاجنبية
1-  Bertan laverdrine, a guide to the preventive conservation, Los Anglos, 2003.
2-  David dean, Museum exhibition, New York, 1996.
3-  Giles velarde, designing exhibition, second edition, Burlington, 2001.
4-  Nathan stolow, conservation standards for works of art intravsit and on exhibition, unesco, 1979.


تعليقات

  1. مجهود رائع والمادة العلمية قيمة جدا خاصة في هذا الباب .. بل جميع الموضوعات مهمة جدا للذين يعملون في هذا المجال جزاكم الله خير وجعل كل هذا المجهود في ميزان حسناتكم وأن يكون من نصيبكم قول رسول الله صل الله عليه وسلم أو كما قال صل الله عليه وسلم " من سهل علي مسلم طريقا للعلم سهل الله له طريقا إلي الجنة " مع مزيد من التوفيق والنجاح

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علاج وصيانة العظام الاثرية وطرق عرضها متحفيا

أستمارات توثيق وتسجيل الاثار لكل من المرمم والاثرى