العرض المتحفى للاثار الزجاجية ومدى توافقها واسس الصيانة والترميم

العرض المتحفى للاثار الزجاجية ومدى توافقها واسس الصيانة والترميم
أساليب العرض المتحفي المتوافق وصيانة الآثار الزجاجية
يمر الأثر الزجاجي بالعديد من عمليات الترميم والصيانة عند الكشف عنه وبعد نقله للمعامل، وهذه العمليات لا تقف عند هذا الحد، بل إن عمليات الصيانة لابد وأنت تلازم الأثر باستمرار حتى بعد عرضه متحفياً من خلال عمليات صيانة دورية وملاحظة مستمرة من القائمين على أمر هذا الأثر.
إن عملية العرض المتحفي في حد ذاتها وفى مجملها تخضع لأسس ومعايير حفظ الآثار وصيانتها، هذه الأسس والمعايير التي تهدف إلى الوصول إلى أسلوب عرض جيد وظروف حفظ مناسبة تضمن سلامة الأثر وبقاؤه دون أي تلف يذكر.
إن أسلوب العرض المتحفي المتوافق وظروف الحفظ والصيانة المناسبة للآثار عامة والآثار الزجاجية بصفة خاصة بتعلق بنواحي هامة يجب مراعتها هي:
1)
يأتى في المقام الأول تصميم المتحف واختيار المكان المناسب له، فلا بد أن يكون المتحف وعناصره المعمارية مناسبة لما يضمه المتحف من معروضات، وأن تكون قاعات العرض مؤهلة فناًَ وتصميماً للغرض الذي أنشئت من أجله، ولهذا يمكن القول بأن تصميم المتحف يهدف في المقام الأول إلى صيانة وحماية المقتنيات المتحفية من التأثيرات الضارة لعوامل وأساليب التلف المختلفة، وهـذا يأتى عن طريق الدقـة في تصميم القاعـات الداخلية للمتحف والتحكم في بيئتها الداخلية باستخدام الوسائل الميكانيكية الحديثة(19).
2)
يأتى في المقام الثاني ظروف العرض الداخلية بالمتاحف والعناية والصيانة الدورية للمقتنيات، ولا شك أن التقنية الحديثة بما يمثله من أجهزة ومعدات متطورة قد قدمت خدمات جليلة لمقتنيات المتاحف، ولا شك أن معامل الترميم والصيانة داخل المتاحف بما تضمه من أجهزة ومعدات وأدوات ومواد كيميائية حديثة أصبحت تقوم بدور هام فى سبيل حماية المقتنيات المتحفية من عوامل التلف المختلفة ورسم سياسة الصيانة على أسس علمية وفنية فى الحاضر والمستقبل.
ومن أهم القواعد التي يجب مراعتها لحفظ وصيانة الآثار الزجاجية المعروضة بالمتاحف ما يلي:

(1/2)
التحكم في معدلات الحرارة والرطوبة:
من أجل ضبط معدلات البيئة الداخلية داخل قاعة العرض عامة وداخل فاترينة العرض بصفة خاصة، حتى لا تتسبب التغيرات المستمرة في تلك المعدلات في تلف المقتنيات الزجاجية، وبالنسبة لدرجة الرطوبة النسبية (RH) داخل قاعات وفتارين العرض فهي على درجة كبيرة من الأهمية.
بالنسبة للآثار الزجاجية، فكما سبق القول بأن تلف الزجاج وإصابته بالتآكل يأتى كنتيجة مباشرة لتأثير الرطوبة على الزجاج، خاصة الزجاج غير الثابت كيميائياً، ويجب ألا تزيد درجة الرطوبة النسبية للزجاج عن 42%، حيث بعد هذه الدرجة يصبح الزجاج عرضة للتلف بتأثير ومهاجمة الرطوبة له خاصة النوعية التي تزيد بها نسبة القلوي.
ويمكن التحكم في ضبط معدلات الرطوبة النسبية داخل قاعات العرض المتاحف باستخـدام أجهزة قيـاس وضبط الرطوبة moisture controlling system ومنهـا جهاز الهيجروميتر Hygrometer(20) والذي يقوم بتسجيل درجات الرطوبة النسبية من وقت لآخر داخل قاعات وفتارين العرض، كما يتم وضع كميات من مادة السيلكا جل Jel Silica الماصة للرطوبة داخل فتارين العرض للتخلص من كمية الرطوبة الزائدة، ويتم استبدال الكميات المشبعة بالرطوبة بكميات أخرى جافة من حين لآخر. كما أن التحكم في درجات الحرارة ذو أهمية كبيرة خاصة بالنسبة للآثار الزجاجية المزخرفة بالمينا والمموهة بالذهب، حيث إن الاختلاف في معدلات الحرارة ما بين الارتفاع حينا والانخفاض حينا آخر، يؤدى إلى حدوث تباين في معدلات تمدد وانكماش كلا من مادة الزجاج ومادة المينا أو الذهب، وعلى المدى البعيد يؤدى ذلك إلى تلف هذه الطبقات من الزخارف وانفصالها عن جسم الزجاج(21) لذا يجب وضع التحف الزجاجية في خزائن محكمة الغلق مع ضرورة وجود مادة مجففة كالسليكا جل لتثبيت درجة الرطوبة النسبية عند 42%، مع تثبيت مروحة في قمة خزانة العرض لتوفير دورة هواء ملائمة، وتراعى هذه الأمور جيداً في حالة الزجاج المصاب بالتلف(22).

(2/2)
التحكم فى درجة الإضاءة داخل قاعات العرض وفتارين العرض:
حيث يعتبر الضوء الطبيعي والصناعي من أخطر عوامل التلف الكيميائي الضوئي التي دوراً هاماً في تلف المعروضات، وعلى آية حال فإن الزجاج يمكنه تحمل التأثيرات الضوئية حتى 150لوكس/ ساعة أو أكثر من ذلك في ظل الوسط الجاف(23).
إلا أن ضوء الشمس والرطوبة يلعبان دوراً هاماً في أكسدة الملوثات الغازية ومنها غاز ثاني أكسيد الكبريت (so2) الذي يتحول في غضون يومين أو ثلاثة على الأكثر إلى غاز ثالث أكسيد الكبريت (so3)، ويذكر Thomson أن غاز ثاني أكسيد الكبريت من العوامل الأساسية في إصابة الزجاج بالتلف والتآكل السطحي في ظل وجود تأثير مسبق للرطوبة على الزجاج وخاصة النوع الذي ترتفع به نسبة القلوي(24).
وللتحكم في الضوء أجهزة تحتوى على خلايا ضوئيةVenetian binds Louver binds في سقف قاعات العرض أو عند نوافذ وفتحات المتحف المختلفة، وهذه الأجهزة تقوم بتخليص الضوء من الأشعة فوق البنفسجية فضلاً عن تقليل حرارة الضوء. وهناك بعض المواد الكيمائية التى تضاف إلى زجاج النوافذ والفتحات لها القدرة على ترشيح الضوء وتخليصه من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء مثل مادة Vinyl Butral poly (PVB) التي لها القدرة على امتصاص تلك الأشعة ذات الموجات أقل من nm 380، وتمتص حوالي 50% من الأشعة فوق البنفسجية التي يبلغ طول موجتها 400nm وتستخدم لنفس الغرض مادة Benzophenones ومادة Cellulose acetate بولي ميثيل أكريلات Poly methyl metha acylate التي تصنع على هيئة رقائق بلاستكية Films يغطى بها أسطح زجاج النوافذ والفتحات المختلفة بالمتحف(25).
ولحماية المعروضات من تأثير الضوء المنعكس من أرضيات قاعات العرض، ينصح مصمموا المتاحف أن يكون لون هذه الأرضيات داكناً حتى تمتص الضوء الساقط عليها ولا ينعكس على المعروضات فيتلفها.

(2/3)
حماية المعروضات الزجاجية من التلوث الجوى
:Conterolling of pollution
تشكل نواتج التلوث الجوى مشكلة معقدة لمعروضات المتاحف، تأتى هذه المشكلة نتيجة التنوع في مصادر هذه الملوثات Pollution sources ما بين مصادر طبيعية وصناعية عالقة فى الهواء فى صورة صلبة أو سائلة أو غازية تتمكن من التسرب إلى قاعات العرض وتمثل خطورة بالغة على المعروضات ذات الطبيعة العضوية وغير العضوية، ونتيجة لهذا فى مصادر التلوث الجوى تصبح عملية التحكم فى الملوثات الجوية أمراً فى غاية التعقيد(26).
ومن المعروف أن غازات ثانى أكسيد الكربون (CO2) وثانى أكسيد الكبريت (SO2) تلعب دوراً هاما فى تلف الزجاج المعرض لتأثير الرطوبة، حيث تتكون طبقات سطحية متتالية من كربونات وكبريتات الكالسيوم على سطح الزجاج، ويستمر تكون هذه الطبقات فى وجود هذه الغازات والرطوبة إلى أن ينتهى جسم الأثر الزجاجى ويتآكل تماماً.
كما تجدر الإشارة إلى أن الملوثات الصلبة مثل حبيبات السناج والأتربة والرمال الدقيقة التى تتمكن من التسرب داخل قاعات العرض ليست أقل خطورة من الملوثات الغازية، حيث إنها إذا ما تراكمت فوق أسطح المعروضات فإنها تتسبب فى تشويه المظهر الخارجى لتلك المعروضات وتخفى ما بها من عناصر زخرفية سواء المينا أو التذهيب، ومن أجل تحديد نوعية ونسبة ملوثات الهواء التى تسربت داخل قاعات العرض فإن المتخصصين فى الصيانة والترميم ينصحون بوضع مجموعة من الأجهزة الحديثة عند نوافذ وفتحات المتحف المختلفة التى تقيس معدلات التلوث داخل قاعات العرض ومن بين هذه الأجهزة مايلى:
1)
جهاز 570 Pollutant dosimeter badqe وهذا الجهاز مزود بوحدات قياس معدلات الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء.
2)
جهاز BCA formaldehyde monitor ويستخدم فى قياس معدلات الفورمالدهيد كأحد الملوثات الصناعية(27).
وللتحكم فى هذه الملوثات والتخلص منها يتم وضع أجهزة حديثة لها القدرة على تخليص الهواء من الملوثات المختلفة وتنقيته منها وخاصة داخل قاعات المتاحف الموجودة فى المدن الآهلة بالسكان والمزدحمة بالمصانع والسيارات، أو المتاحف القريبة من مصادر الأتربة والرمال.
ويطلق على هذه الأجهزة مصطلحات علمية عديدة منها أجهزة تنظيف الهواء Air Cleaning System أو أجهزة ترشيح الهواء Air filtering systems، وهذه الأجهزة تتقسم إلى أربعة أنواع رئيسية مختلفة كما يلى:
1)
أجهزة غسل الهواء وتنقيته من الملوثات المختلفة Air washer or scrubber حيث تقوم هذه الأجهزة بجذب الهواء الملوث ثم تقوم بغسله وتنقيته من المواد العالقة.
2)
مرشحات الهواء الميكانيكية Mechanical air filters وهى من أقوى المرشحات التى تقوم بجذب المواد العالقة من الهواء الملوث وهى تحتوى على مرشحات سليلوزية أو أصواف زجاجية أو راتنجات صناعية تلتصق بها الملوثات الصلبة ومن أهم هذه المرشحات ما يعرف بالمرشح القماشى والمرشح المطلق Absolute filter ومرشحات الطرد المركزى.
3)
مرشحات الهواء الإلكترونية Electron air Cieaners وهى تعتبر سلسلة جديدة من مرشحات الهواء التى تخلصه من المواد الضارة سواء الصلبة أو الغازية أو السائلة، ومنها مرشح الترسيب الألكتروستاتيكى.
4)
أجهزة تحول الملوثات إلى مواد مازة أو مدمصة Systems of adsorptive materials ومنها مرشحات الفحم المنشط.

(2/4)
الصيانة الدورية والملاحظة المستمرة للمقتنيات الزجاجية:
Periodical conservation
يتحتم على أمناء المتاحف دوام ملاحظة المعروضات الزجاجية كما يجب على معامل الترميم المتحفية القيام بدورها فى صيانة هذه المقتنيات، فالملاحظة المستمرة لهذه المقتنيات من جانب المرمم المتخصص يساعد فى إدراك مظاهر التلف التى قد تنجم تحت أى ظرف من الظروف، وبالتالي يساعد ذلك فى الإسراع بتناول الأثر والوقوف على أسباب التلف الناجم وتفاديه مع القيام بعمليات الترميم والصيانة اللازمة للأثر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اساليب الاضاءة الحديثة المستخدمة فى المتاحف وفتارين العرض

علاج وصيانة العظام الاثرية وطرق عرضها متحفيا

مفهوم الصيانة والترميم