دراسة عن الخزف ذوالبريق المعدنى خلال العصر الفاطمى ومراحل ترميمها تطبيقا على أحد النماذج

الفصل الاول
نبذه تاريخيه عن الخزف الاسلامى (الفاطمى)

إهتدى المصرى منذ إستقراره على ضفاف النيل العظيم إلى صلاحية الطمى الذى تجىء به المياه من الجنوب إلى الشمال فى مواسم الفيضان كل عام لصناعة الأوانى وأن هذه الأوانى كانت تزداد صلابة تحت مواقد النار التى عرفها هذا الإنسان فى ذلك الوقت 
  ~تعريفات الخزف: إن المؤلفات الحديثة وحدها هى التى تفرق بين الخزف والفخار
" هو منتجات المواد الطينية بعد تشكيلها وتسويتها" ثم يبدأ فى التفريق بين كلمتى الخزف والفخار.
الخزف: فى اللغة لفظ يطلق على الجرار وما شابهها.
أما الفخار: لفظ يطلق أصلاً على كل خفيف  وقد استعمل للدلالة على المشغولات الطينية من المواد ضعيفة البيئة.(1)
ويشير المؤلف إلى أن كلمة سيراميك فى اللغة الانجليزية بمعناها الحالى تعبر عن كل من التنويعات الانتاج المصنوع من المواد الطينية المسواه سواء كانت مزجية أو غير مزججة ويرجع أصل الكلمة إلى اللفظ الاغريقى كيراموس.
ولقد استقرت فيه جمعية الخزف الامريكية على تعريف الخزف بانه المشغولات المصنوعة من المواد الطينية اللازمة أو التى تكتسب خاصية اللازبية بالمعالجة الحرارية لبعض المواد الارضية غير العضوية والتى تكتسب صفات المتانة والصلابة فى تمام مراحل صناعتها(2)
 تقسيم المنتجات الخزفية:
وعلى ضوء الاضافات السابقة أمكن تقسيم المنتجات الخزفية إلى قسمين رئيسيين هما:
1- المنتجات الخزفية الطينية.
2- المنتجات الخزفية المخلقة.
وتنقسم الأولى إلى الفخار بأنواعه المختلفة كالفخار الأحمر والفخار الأبيض والخزف الحجرى أو الزلطى أو الخزف الغير مسامى.
أما الثانية فهى عبارة عن موارد أرضية غير الطين تعالج حراريًا التكوين مواد مختلفة ذات عجائن لازجة قابلة للتشكيل وتكتسب متانتها وصلابتها نتيجة لتغير طبيعى كما فى الموارد الزجاجية أو لتحول كميائى فى المواد الاسمنتية والجير والمصيص(3)
دراسة طرز الخزف الإسلامي فى مصر
- أهمية دراسة الخزف الأسلامي
من الخزف من أهم الفنون التطبيقية الإسلامية والخزف بصفة عامة من المواد الأثرية القيمة وترجع قيمتها الآثرية ألي عوامل كثيرة أهمها ما يلي:
          أولاً: الكثرة ذلك أن مخلفات تقوم مخلفات عنصره من أيه مادة أخري وأكثر ما يستخرج من الحفائر الآثرية هو الخزف والفخار وتفري كثرتة إلي الأمور الاتية:
أ- كثرة ما يصنع منه ذلك لشدة الحاجة اليه فهو يستخدم كأوانى للآكل والشراب وتخزين الحبوب والسوائل وذلك لكثرة استعماله في الحياة اليومية والمعيشية بالاضافة إلي استخدامه في التجميل والتزين.
ب- رخصة بالنسبة إلي سائر المشغولات من مواد أخري.(4)
ج- سهولة استعماله.
د- سرعة ملفه حيث يفترض الكسر.
هـ- استحالة إعادة استعماله بعد تحطيمه علي عكس المواد الأخري مثل المعادن.
د- الأستغناء عنه بمجرد كسرة أو تلفه علي عكس المواد الأخري مثل النسيج والسجاد والتي يمكن استعمالها حتى تبلي تماما وتندثر.
ثانياً: عن طريق الخزف المكشف في الحفائر يمكن أن تتبع المراحل في تطوره الحضاري والفني من جهة أخري ذلك أن اساليبه دائمة التطور ومن ثم استخدمه علماء الأثار والفنون في تتبع مراحل التطور الحضاري وفي كثير من الحالات أن يرتبوا أساليبه ترتيبا زمنيا ومن ثم استغل في تاريخ طبقات الحفر وترتيب طرز المواد الأخري .
ثالثاً: ربما كان الخزف والفخار أخري الفنون الزخرفية إلي روح الأنسان وأكثر صلة به من غيره من المواد ذلك أن صانع الفخار يشكله بيره المجردة ولذلك يضفي عليه من احساسة وشعوره الكثير ان ومن يشاهد صانع الفخار ولا سيما عاصة الطين ومشكلة يشعر بقوة الأمتزاج بين لأنسان والطين ولقد خلقنا الأنسان من صلصل من مما مسنون.(5)


ازدهار الخزف في العصر الفاطمي

استولي الفاطميون علي الحكم في مصر سنة 358 هـ -  969م ودام حكمهم فيها حتى 567 هـ - 1171م أي أكثر من قرنين من الزمان وشيد الفاطميون مدينة رائعة هي مدينة القاهرة ولكن أهم إنجاز للفاطميين في مصر كان بعث روح فن جديد وترف عظيم كما أنهم نجحوا في الوصول إلى طراز فني مصري إسلامي متميزاً.
ولقد قطعت صناعة الخزف ذي البريق المعدني في العصر الفاطمي شوطاً كبيراً من الازدهار الأمر الذي أثار دهشة الرحالة أمثال ناصر خسرو وغيره وجعلهم يشيرون إلى الازدهار بشيء من المبالغة في بعض الأحيان.
ولعل أشهر أنواع الخزف في العصر الفاطمي هو الخزف ذي البريق المعدني – ولكننا هنا أمام خزف مصنوع في مصر .... واستمر ازدهاره طوال فترة حكمهم أي أكثر من قرنين من الزمان، وعلي ما يبدوا أن صناعته في العصر الفاطمي قد راجت رواجا عظيماً.
ويرى Matrin أن الفاطميين بلغوا درجة كبيرة من القوة جعلتهم يستدعون الحرفيين إلى القاهرة مرة أخرى من بغداد وسامرا لنهوض صناعة البريق المعدني في مصر.
أما Ross فيقول في كتابة عن الفنون في مصر العصور المختلفة، أن هناك ثلاثة عصور مزدهرة في الفن والاقتصاد عم فيها الرخاء كل أرجاء البلاد وهذه هي العصر الطولوني، والعصر الفاطمي، وعصر دولتي المماليك – علي أن Ross أفترض صناع من خارج مصر قد استقدموا للعمل في مصر في تلك العصور الثلاثة، ولكن يعود فيقرر أن هذا لا يعني علي الإطلاق أن المصريين لم يكونوا خزافين ماهرين.(6)
وهناك حقيقة واضحة فيما يتعلق بالخزف الإسلامي في العصر الفاطمي وهي أن أعداد وفيرة جداً من الخزف الإسلامي عثر عليها في مصر سواء أكانت سليمة أو مكسورة ولا يوجد من بينها ما يحمل أسم السلطان، وأن القليل منه يحمل أسماء بعض العاملين في القصر من الموظفين.
وقد أشار Hobson إلى أن المتحف البريطاني يحتوي علي مجموعة رائعة من الخزف الفاطمي ذي البريق المعدني وأيضا إلى الفترات التاريخية التالية عليه من بينها بعض أنواع الخزف ذي البريق المعدني الفاطمي التي تحوي إمضاءات خزافين أمثال سعد الذي عدل فيما يبدو في القرن الحادي عشر الميلادي.(7)
وتشير K. Otto Dorn إلى أن انهيار صناعة الخزف بصفة عامة في العراق اعتبارا من القرن العاشر – وبالتالي فقد انتقلت أعداداً كبيراً من الخزافين العراقيين إلى القاهرة ومعهم بالتالي نشأت مزيد من مصانع الخزف في مدينة القاهرة ولكنها أشارت إلى أن التأثيرات الصينية كانت واضحة في الخزف الفاطمي شأن الخزف الإسلامي في العراق من قبل، ويفسر تلك التأثيرات الأنواع المستوردة من الخزف الصيني التي وجدت في الحفائر المصرية الإسلامية – وعلي ما يبدو أنها بالإضافة إلي ما استورد من  بل كانت هناك أنواعا خزفية مستوردة من إيران وأسبانيا وإيطاليا ... ولكن علي الرغم من تعدد هذه الأنواع الخزفية في العصر الفاطمي، إلا أن الحدارة كانت للخزف ذي البريق المعدني وخاصة في القرن الحادي عشر والثاني عشر الميلادي وعلي ما يبدوا أن هذا النوع عن الخزف أنتشر من مصر إلى إيران وأسبانيا، ولكن Otto Dorn تعتبر أن كل هذه الأنواع فروعا للخزف العراقي نشأ في العراق.(8)
ولقد انتشر في العصر الفاطمي أنواع متعددة من الفخار والخزف إلى جوار الخزف ذي البريق المعدني فعرفت مصر في العصر الفاطمي نوعا من الخزف ذي الزخارف المحفورة أو المحزورة وهذه الزخارف يعلوها طلاء زجاجي لا لون له، أو طلاء ذي لون واحد، قد دلت تلك القطع التالفة في الأفزان أن صناعة هذا النوع من الخزف كانت تتم في الفسطاط، وعلي أي حال فان ظهور هذا النوع من الخزف في مصر في تلك الفترة له ما يبرره إذ أخذت في الاعتبار الحالة الاقتصادية – التي تدهورت في نهاية العصر الفاطمي الأمر الذي أدى إلى قلة المطروح من نوع  الخزف ذي البريق المعدني المرتفع الثمن – ومن هنا كانت السوق المصرية في الفسطاط والقاهرة وغيرها من المراكز الفنية في مصر في حاجة إلى خزف من نوع البريق المعدني وكان لابد للنوع الجديد حتى ينافس البريق المعدني أن يكون له زخارف مشابهة للبريق المعدني – المرتفع الثمن – ومن هنا كانت السوق المصرية في الفسطاط والقاهرة وغيرها من المراكز الفنية في مصر في حاجة إلى خزف من نوع البريق المعدني وكان لابد للنوع الجديد حتى ينافس البريق المعدني أن يكون له زخارف مشابهة للبريق المعدني – وبالفعل تشابهه زخارف هذا النوع من الخزف المحزوز والمحفور، مع زخارف الخزف ذي البريق ولم يقتصر هذا التشابه علي الخزف ذي البرق المعدني فحسب بل تشابه زخارف هذا النوع من الخزف مع التحف الخشبية الفاطمية، سواء من حيث الزخارف النباتية أو الزخارف الحيوانية، وعلي ما يبدو أن إنتاج هذا النوع من الخزف قد استمر طوال العصر الأيوبي وعلي ما يبدوا أن الطلاءات الموجودة فوق هذا النوع من الخزف قد تنوعت وخاصة في نهاية العصر الفاطمي وبداية العصر الأيوبي ومن أنواع الطلاءات الأبيض والأخضر والأزرق والبنفسجي والأصفر إلا أن اللون الأخضر أنتشر بصدارة فضلاً عن غيره من الألوان ونلاحظ أن الفنانين استطاعوا الموازنة بين الظل والنور علي هذا النوع من الخزف وذلك عن طريق تلك الأجزاء المحفورة التي تترسب فيها الألوان فتجعلها أقتم من ألوان سائر التحف ..(9)
ومما هو جدير بالذكر أن متحف الفن الإسلامي يحوي قطعا من هذا النوع من الخزف عليها توقيع الصانع – ومن الصناع اللذين وصلتنا أسمائهم علي هذا النوع من الخزف الفنان سعد الذي أشتهر بزخرفة الخزف ذي البريق المعدني في العصر الفاطمي ... ومن الملاحظ أن هذا النوع من الخزف قد تأثر في طريقة تنفيذ الزخارف عليه بأنواع من السيلادون الصيني، لا سميا ما كان يصنع منه في عهد أسرة سونيج (960 - 1279) وهينج (1368 – 1644م).
وإلى جوار النوع السابق ظهر أيضا في العصر الفاطمي نوعا من الخزف، اقتصر الدهان فيه علي أجزاء منه دون الأجزاء الأخرى وكانت الزخارف تنقض علي طبقة البطانة ثم تتك لتجف ثم تطلي بطلاء شفاف ثم يوضع في الفرن مدة لتثبيت مادة الطلاء فوق الزخارف ... واستمر إنتاج هذا النوع من الخزف أيضا في العصر الأيوبي.
وإلى جوار النوعين السابقين استمر إنتاج نوعا من الخزف البسيط أو الريفي الذي كان ينتج في مصر قبل العصر الفاطمي أيضا – قوام الزخرفة عليه خطوط ونقاط ورسوم بسيطة بالألوان البيضاء والصفراء والخضراء، وأيضا اللون المنجنيزي ويعرف هذا النوع منالخزف صنع تقليداً لأنواع من الخزف المستورد وخاصة ذلك النوع من الخزف الصيني المرشوش أو المنقط.(10)
ويبقي أن نتحدث عن أهم منجزات العصر الفاطمي في الخزف وهو الخزف ذي البريق المعدني وينقسم إنتاج الخزف ذي البريق المعدني في العصر الفاطمي إلى مرحلتين : المرحلة الأولى وتبدو فيها الصلة بين، زخارفها وبين زخارف وبين زخارف الخزف ذي البريق المعدني الطولوني – ويمثل لونا من الخزافين علي رأسهم مسلم بن الدهان ... وأما المرحلة الثانية فهي تلك التي نلمس في زخارفها تطورا كبيرا فضلا عن الاختلاف بينها وبين المجموعة الأولى في أشكال الأواني أيضا.
وتنقسم زخارف الخزف الفاطمي ذي البريق المعدني إلى أقسام متعددة كانت كلها مسرحا للوجدان التصويري لما احتوته من روافع الألوان ومشاهد الناس والحيوان والطيور ومناظر رمزت إلى الطبقة الاستقراطية وتمثلها موضوعات الطرب ومجالس الرقص والصيد والشراب وهناك مناظر تمثل جوانب الحياة الاجتماعية اليومية لدى أفراد الشعب أو تشتمل علي موضوعات لهو ولعب وعمل كما حوت زخارف الخزف الفاطمي ذي البريق المعدني موضوعات دينية.(11)
ووجود مناظر الشراب علي الخزف الفاطمي أمراً طبيعيا ذلك لأننا لو قمنا بتحليل الفترة التاريخية لهذا العصر لوجدنا أن الفاطميين كانت لهم الكثير من الحفلات المختلفة الذين كانوا يستعرضون من خلالها الغناء التسديد للدولة علي عهدهم الأمر الذي يجب العامة والناس في مذهبهم الجديد ويحترم دعواهم وقد انعكس هذا أيضا علي إحساس الفنان الخزاف في ذلك الوقت مما دفعه التي تمثل هذا كله علي قطع الخزف فتلفه لديه.
وبالإضافة إلى مناظر الشراب انتشرت أيضا علي منتجات الخزف الفاطمي مناظر الموسيقيين والموسيقيات وهي من أكثر المناظر ارتباطا بالطبقة الأرستقراطية في تلك الفترة والتصميم الشائع لهذا الموضوع علي أن خزف هو شخص جالس وبيده آلة موسيقية يعزف عليها.(12)
وإلى جزار المناظر والموضوعات السابقة وجدت علي الخزف الفاطمي بعض مناظر الصيد ويرتبط هذا الموضوع أيضا بالبلاط حيث أن رياضة الصيد كانت من الأمور المحببة إلى نفوس الخلفاء والحكام ومن تحيط بهم من أفراد الحاشية يعجل بالخروج إلى الصيد في رحلات الصيد كونها أمور تشبه المناورات الحربية في عصرنا الحديث، والتصميم الرئيسي لهذا الموضوع هو شخص يمتطي حصانا ويقف علي يده باز أو صقر.
وإذا كانت الموضوعات السابقة الموجودة علي الخزف ذي البريق المعدني قد ارتبطت بحياة البلاط فإن هناك عددا من الموضوعات التي تتعلق بطبقات أخري من عامة الشعب – والتي تعد في رأي مشكلة لابد لها من تحليل ذلك أن الفن الإسلامي كما أشار الكثير من علماء الأثار والفنون الإسلامية فن ملكي بمعني أنه يخدم ويتعلق برعاة الفن الذين هم الخلفاء والسلاطين والأمراء والمشكلة تتخلص في وجود موضوعات تعكس حياة عامة الشعب علي نوع من الخزف وهو الخزف ذي البريق المعدني ويعكس أيضا قدرا كبيرا من الدقة والجمال. (13)
وفي اعتقادي أن وجود هذه المناظر ربما يرجع إلى أسباب متعددة منها :-
أن الفاطميين القادمين من الغرب الإسلامي بمذهبهم الشعبي كانوا غرباء عن المصريين وبالتالي كانوا في حاجة إلى هذا الشعب لكي يثبت حكمهم وخاصة في مواجهة الخلافة العباسية السنية في بغداد، وربما كان هذا سببا في ذاته لكي يهتم هؤلاء الفواطم بالمصريين وأن يرفعوهم إلى المستويات العليا في الدولة وبالتالي أصبح جزء من المصريين ولو قليل إلى جوار هؤلاء الحكام وبالتالي فإن هذه المناظر صدى لهذا الجزء خاصة وأنها منفذة بنفس الجودة التي نفذة بها المناظر الأخرى كالصيد والرقص وما إليها...(14)
ربما كان انفصال مصر عن الخلافة العباسية له أثر في ظهور الشخصية المصرية الرائعة، حقيقة كان الفاطميون غرباء عن المصريين شأنهم في ذلك شأن العباسيين ولكن في العصر العباسي كانت مصر ولاية تابعة للخلافة المركزية في بغداد بينما أصبحت في الفترة الفاطمية مركزا أو قاعدة لخلافة أسلامية تقف مناهضة للخلافة العباسية بل وتحاول القضاء عليها – أي كان هناك أملا في أن تصبح القاهرة مركزا لعاصمة الخلافة الإسلامية وربما كان ذلك سببا في إحساس المصريين بشخصيتهم وبالتالي أصبحوا يعبرون إلى جوار المناظر التقليدية التي تتشابه مع مناظر البلاط في عاصمة الخلافة المركزية بمناط مستقاه من البيئة المصرية بمعني أن المصور بدأ يطرح في سوق المدينة أطباقا او سلاطينا عليها مناظرا مصرية وذلك تمشيا مع الفكر العام السائد وهو الشعور بالذات وأن مصر مركزا للخلافة في مقابل بغداد المركز التقليدي ولهذا ظهرت في الأسواق المصرية منتجات خزفية تحوي موضوعات تصويرية نابعة من الحياة فيها كنوع من المنافسة للمنتجات العراقية التي تحوي مناظر مشتقاة من بيئة وبلاط الخلافة العباسية. (15)
لقد كانت الفترة الفاطمية وخاصة في المراحل الأولى منها فترة ازدهار من الناحية الاقتصادية وبالتالي كان من نتيجة ذلك علو شأن الطبقة المشتغلة بالتجارة وأصبحت هذه الطبقة فئة مؤثرة في المجتمع تسيطر علي عدة أحياء سكنية حيث كان لها تأثير ماديا ملموسا من الناحية السياسية وقد أسهمت الروايات الأدبية وأمدتنا بحقائق لا تخفي عن علو المكانة الاجتماعية للطبقة التجارية وقد كان من الطبيعي  أن فن زخرفة الخزف لدى هذه الطبقة الجديدة تختلف تمام الاختلاف عن فن زخرفة الخزف في البلاط نفسه وعند الطبقة الحاكمة .. وقد وجد لدى طبقة التجار او الطبقة الجديدة أهتماما وتعطشا لرؤية ما يجري في الحياة اليومية ذلك أن الفنان الذي يزخرف منظرا علي قطعة من الخزف في الحياة اليومية ذلك أن الفنان الذي يزخرف منظرا علي قطعة من الخزف لحاكم أو أحد الأمراء، نجد أنه بالطبع يرسم ما يجري عادة في البلاط من مناظر ونفس هذا الفنان لو زخرف رسم لأحد التجار خانة يرسم له منظرا من الحياة اليومية ويغلب علي الظن أن مثل هذا الموضوع سوف يكون له صدي أو وقع علي نفس التاجر – منه لو رسم له الفنان (16) موضوعا ارستقراطيا أو منظرا من مناظر البلاط ذلك أن الحاكم يعايش مناظر البلاط ويتعامل معها والمتاجر مهما بلغ ثراءه فإنه يعيش حياة الأسواق والتي عادة ما تحوي كثيرا عن مناظر عامة الشعب من الحاملين، أصحاب الحرف، الألعاب الشعبية المشهورة ولذلك يجب علي المصور أن يعادل مزاج وميول التاجر ليصور ما ينبع من واقعة الحقيقي الملموس.
وربما كان الخلفاء الفاطميين أًصحاب مذهب جديد مخالف للمذهب الدين الذي يعتنق أفراد الشعب المصري وهؤلاء الفاطميين كانوا في الوقت نفسه أغراب عن هذا الشعب وكان هذا سببا في محاولة هؤلاء أن يتعرفوا علي هذا الشعب من خلال حياته الاجتماعية بأن يطلبوا من الفنانين تصوير عادات هذا الشعب في فرحة والعابه من الخزف ذي البريق المعدني علي رسم رجلين يحتبطان، وقطعة وكدحه ... ومن أبرز النماذج الخزفية التي تحوي تلك المواضيع صحت تحوي لعة شهيرة في تلك الفترة وهي مهارشة الديكة ... وقطعة أخرى تحوي منظر مصارعة بين شخصين ملتحيين.(17)
كما حوت الكثير من قطع الخزف الفاطمي ذي البريق المعدني مناظر دينية مسيحية مما دفع الكثير من المستشرقين إلى الاعتقاد بأن صناعها من المسيحيين ويمكن الرد علي هذا بأن الفنان أو الخزاف هنا كان يرضي راعي الفن فحسب الذي ربما كان مسيحياً، وربما كانت هذه القطع مصنوعة لغرض البيع للحجاج الأوروبيين الذي يمرون بمصر في طريقهم إلى القدس ومن أشهر تلك القطع، قطعة عليها رسم لقسيس يحمل مبخرة ... وهناك قطعة حزفية أخرى عليها وجه يقال أنه وجه المسيح.
وبالإضافة إلى ما ورد علي الخزف ذي البريق المعدني من أشكال لأدمين ووردت أيضا أشكال لحيوانات وطيور لعل أهمها الأرنب في أوضاع الثابات والعدو.(18)
بالإضافة إلى مناظر للغزلان أيضا في أوضاع مختلفة وتصميمات تعكس قدرة الفنان في ذلك الوقت علي التعبير كما انتشرت أيضا أشكال الأحصنة في أوضاع وتصميمات مختلفة وقد وردت أيضا أشكالا لكلاب الصيد المختلفة وهي تطارد الفريسة أثناء عدوها مع الخارجين للصيد، كما كانت للقطط من الحيوانات التي نادرا ما مثلها الفنانين علي خزفهم، أما الثور فقد وجد وشاع علي منتجات الخزف الإسلامي في مصر، ويعتبر الفيل من الحيوانات التي أحبها فنانوا الخزف ومثلوها علي منتجاتهم.
كما ترك لنا الفنان الفاطمي أشكالا لأسود، وكذلك الثعالب وأن كان ذلك بشكل محدود، كما وصلنا أشكالا للأسماك في تصميمات رائعة ومختلفة أما أشكال الطيور فقد وصلتنا منها مناظر لطواويس وديوك وإن كانت قليلة


ومهما يكن من شيء فإن عصر الفاطميين في مصر شاهد تطور صناعة الخزف ذي البريق المعدني تطورا كاد يؤدي بها إلى الغاية في الجمال والاتقان، ولو لا ما نعرفه من وجود الآنية من الفضة والذهب عند الفاطميين لقلنا إنهم كانوا يكتفون بتلك الآنية المذهبة ويجتبنون استخدام الآنية الفضية والذهبية التي كانت مكروهه في الإسلام كما كان الأمر في بعض أنحاء العالم الإسلامي. (19)
ومهما يكن من شيء فقد كانت الآواني الفاطمية تدهن بطلاء أبيض أو أبيض مائل إلى الزرقة أو الأخضرار، وتعلو هذا الدهان الرسوم ذات البريق المعدني الذي كان في الأغلب ذهبي اللون، وكانوا أحيانا أحمر أو أسمر أو الزخارف فكانت من الحيوانات والطيور والفروع النباتية

3- الخزف ذو البريق المعدني:

يعتبر هذا النوع من الخزف من مفاخر صناعة الخزف الاسلامية لاسيما وان الصين الذائعة الصيت في صناعة الخزف لم تعرف هذه الصناعة وان صناع الخزف الفربيين لم يفعلوا في تقليد الخزف باسم الغضار المذهب المذهب اوز الخزف ذي البريق المعدني وذلك لاستخدام الأكاسيد المعدينة في رسم زخارفة فوق طبقة من الطلاء الزجاجي المقيم وينتج عن تعرض –أبلكاسيد لدخان الحريق طبقة رقيقة من المعدن ذي اللون الذهبي أو أحد درجات اللون البني أو الأحمرار او الزيتوني ولقد فرا البعض انتشارهذا النوع من الخزف في جميع أنحاء العالم الأسلامي إلي كراهية السلام في استعمال العالم الأسلامي إلي كراهية الأسلام في استعمال مادتي الذهب والفضة. (20)

من اهم القطع الاثرية الموجودة بمتحف كلية الاثار التى تدل على ازدهار الخزف ذو البريق المعدنى بالعصر الفاطمى .

الفصل الثانى

دراسة عوامل تلف الآثار الخزفية
أولاً: العيوب الناتجه عن الصناعة Manufa Cturing Defects

إن التلف يمكن أن يحدث لقطع الخزف قبل أن تستعمل على الإطلاق ويرجع ذلك إلى ضعف التصميم والبناء للقطعة أو الحرق الغير كاف حث أن أى جسم لا يمنع مدة كافية ومناسبة من التجفيف سوف يؤدى ذلك لنشأة ضغط نتيجة لعملية بخر الماء أثناء عمليتى التجفيف والحرق بينما التبريد السريع جدًا (الفجائى) للجسم بعد عملية الحرق سوف يؤدى إلى نشأة الشروخ والشقوق، هذا فضلا عن العيوب الناتجه عن تركيب الجسم نفسه حيث يتعرض الجسم المحتوى على نسبة عالية من الرمال المكونة من معادن الكوارتز Sio2 للمخاطر والتلف إذا كان معدل درجة حرارة الحرق أو التبريد سريعة وذلك خلال عملية تحول الكوارتز من طور إلى آخر. (21)
ففى حالة التمدد أو الانكماش المفاجىء للكوارتز المتواجد فى القطعة يصاحبها تغير كبير ومفاجىء فى حجم الخلية البلورية ويؤدى هذا التغير المفاجىء للمعدن إلى حدوث شروخ تكون فى البداية دقيقة شعرية وتظل غير ملحوظة حيث تطهر فيها بعد بالاستخدام بالإضافة إلى أن الجسم المحتوى على نسبة عالية من الكوارتز ايضا وتم حرقة فى درجات حرارة منخفضة فإن نسبة كبيرة من الكوارتز تظل غير مندمجة داخل بنيان الجسم الفخارى، وعندما يصل إلى درجة التغير فى الصورة البلورية فى مرحلة التبريد سوف يتعرض الكوارتز المتبقى للإنكماش مما يؤدى بدوره إلى نشأة ضغوط داخل جسم السيراميك ويصاحب ذلك تكون شروخ شعرية ومسام حول حبيبات الكوارتز، أما إذا ثم حرق الجسم السابق المحتوى على نسبة عالية من الكوارتز فى درجات حرارة عالية فإنه سوف يتحول إلى جسم زجاجى وذلك لا يتعرض للتغير فى الصورة البلورية وما يصاحبها من إنكماش عند التبريد ولكن الضغط لا يزال متواجد (22)
وتضيف أو كلى ايضا أن عملية حرق طبقة التزجيج السطحية من العمليات المعقدة جدًا حيث يمكن ان تنشأ ظاهرة Crazing (شروخ دقيقة جدًا أسفل طبقة التزجيج ويرجع ذلك لسببين هما: نشأة ضغوط داخل طبقة التزجيج أو نشأت شرخ ابتدائى أو أولى، ويرجع السبب فى هذا الضغط دائماً إلى ارتفاع نسبة مواد الصهر القلوية المستخدمة فى التزجيج، وكذلك فإن الضغط البسيط قد ينشأ نتيجة لمعدل التبريد السريع جدًا داخل الفرن مما يؤدى إلى انكماش تصبح ضعيفة مما يعرض هذه ا لطبقة للتقشر والتساقط بعيدا عن الجسم.
كذلك فإن الوسط  الزجاجى Glass Matrix  فى طبقة التزجيج يصل إلى درجة التحول البلورى أثناء التبريد المفاجىء تحدث عملية انكماش لجزئياته مما يؤدى إلى تواجد مسام صغيرة منتشرة بين هذه الجزئيات والتى ربما تؤدى إلى نشأة شروخ أولية يمكن أن تنشأ لنمو بللورات طبقة التزجيج لزيادة الشوائب الجيرية أو قلة نسبة الألومينا، هذا بالإضافة إلى انخفاض معدل التبريد داخل الفرن حيث يكون هناك وقت كافى وملائم لنمو هذه البلورات. (23)
إن درجة الاحتراق مناسبة تؤدى إلى تلف طبقة التزجيج السطحية الواقية فى البلاط والآثار الخزفية حيث تكون غير مكملة التكوين مما يؤدى إلى تواجد مناطق نافذة فى السطح تكون عرضة للمهاجمة بالصفيع والأملاح القابلة للذوبان، كذلك فإن عملية كبس وتشكيل الخزف داخل القوالب يمكن أن ينتج بعض التشقققات Laminactin  حيث تكون عرضة للإصابة بالأملاح والصقيع فيما بعد.
هذا بالإضافة إلى أن البلاط الخزفية يمكن أن تتعرض لعدم التجانس فى الخواص الفيزيائية والمتثلة فى معامل التمدد والانكماش ينشأ نتيجة لبعض العيوب فى الصناعة ومن أهمها عدم استخدام النسب الكافية من المادة المصهرة
 ومن العيوب ايضا عدم وضع طبقة البطانة الفنية بالسيليكا على سطح بعض القطع قبل تزجيجها ونتيجة لذلك تحدث شروخ وانفعالات وتساقط بطبقة التزجيج وكذلك يحدث تغير فى لون طبقة التزجيج الشفافة حيث تتحول إلى طبقة معتمة.(24)
ثانياً: عوامل التلف الفيزيوكيميائية Physio-Chemical factors
أن وجود الماء فى أى صورة من صورة المختلفة يعجل من حدوث التلف فى معظم المواد ووصول الماء إلى المواد المسامية وبما يتم عن طريق مياه الأمطار حيث تصل هذه المياه إلى السطح نتيجة لاصطدامها به بشكل مباشر أو غير مباشرة وذلك تعقيدا وهذه الحالة الأخيرة تسبب تلف أسوأ ويتخلل الماء مواد البناء المسامية من خلال الشعيرات Capillaries  وارتفاع الماء عن طريق الخاصية الشعرية فى مواد البناء يعتمد اساساً على حجم المسام (كلما قل حجم المسام كلما أزداد ارتفاع الماء) وكذلك على معدل التجريد من الأسطح الخارجية (كلما ازداد النحر كلما انخفض ارتفاع الماء). (25)
ويرتفع معدل نفاذ الماء بواسطة الخاصية الشعرية مع الوقت وذلك لأن الأملاح الذائبة تحمل بواسطة الماء إلى داخل الحوائط وتركز هناك بينما يتم تبخر الماء الذى يحملها من الأسطح الجانبية ويؤدى إلى ارتفاع تركيز هذه الأملاح الذائبة إلى زيادة نفاذ وجذب الماء وذلك لأن الماء ينتقل من الوسط الأقل تركيزاً إلى الوسط الأعلى تركيزًا وتكون النتيجة هى عدم الوصول إلى حاجة من التوازن حيث أن معدل نفاذ الماء بواسطة الخاصية الشعرية يزداد بزيادة عمر البناء (26)
إن الماء الخالى من المحاليل الملحية أو الغازات الملوثة يخترق طبقات البناء المختلفة دون أن يسبب تلف ولكنه يذيب الأملاح القابلة للذوبان التى يقابلها فى طريقة ويرسبها فى مكان آخر، وإذا كان الماء يحتوى على غازات فإنه ربما يتفاعل مع المواد ا لتى يقابلها أيضا ويعمل على إذابتها ويرسبها فى مكان آخر، أما الماء الذى يأتى من التربة فإنه يجلب معه الأملاح الذائبة أو ما يؤدى إلى إزالة الأملاح المتواجدة فى الجدران ويتجه بعد ذلك إلى السطح حيث تحدث عملية بخر واسعة وتوجد عدة عوامل تحدد معدل البخر فى الأجسام المسامية ومنها درجة الحرارة والرطوبة النسبية ومعدل تحرك تجاه السطح حيث تتبخر فى الهواء. (26)
وعندما تتحرك الرطوبة بنسبة كبيرة من خلال الخاصية الشعرية بنسبة ضعيفة فإن السطح سوف يجف وعملية البخر الأمامى سوف تنتقل وتظل اسفل السطح وعندما يكون مصدر الرطوبة ثابت فإن الجفاف يحدث بنسبة اكبر على السطح أما عندما يكون مصدر الرطوبة قليل فإن المواد المختلفة يتصرف بشكل مختلف تماماً عندما تتعرض لها وذلك إعتمادًا على درجة مساميتها ومقاومتها المختلفة للتغيرات، فالمواد ذات المسام الصغيرة والتى ينتقل الماء فيها بسرعة بواسطة الخاصية الشعرية تكون أقل مقاومة للتغيرات التى تسببها الرطوبة. (27)
الرطوبة وتأثيرها على البلاطات الخزفية:
العامل المسئول عن الطبقة المتحجرة أسفل طبقات التزجيج السطحية وهو غالبا ما يتكون من الأنهيدريت (كبريتات الكالسيوم Caso4
وإن هجوم الكبريتات يعتبر من أهم عوامل التلف الكيميائية فى مواد البناء وذلك عندما تتفاعل أيونات الكبريتات فى المحاليل المائية مع ثلاثى ألمونيات الكالسيوم.
المتوجدة كمادة رابطة فى المونات لتكون ألمومينات الكالسيوم الكبريتية وتؤدى هذه العملية إلى تمدد شبكى وتمزق محلى للمونة وكذلك تؤدى إلى حدوث ضغط موضعية كبيرة. (28)
ويتم هذا التفاعل فى حالات التشبع التام مع وجود مصدر لمركبات الكبريتات الذائبة ومن الكبريتات الشائعة أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم وكلها قابلة للزوبان فيما عدا كبريتات الكالسيوم الأقل ذوبانية ولكنها تتنزح بعيدًا فى تواجد فى تواجد الرطوبة .... وتتواجد الكبريتات فى المياه الأرضية أسفل المينى المعروض للرطوبة حيث يكون المينى  المتصل مباشرة بالأرض.
وكذلك تتواجد الكبريتات فى مكونات بعض أنواع الطفلات التى تصنع منها البلاطات حيث تنتقل إلى المونة فى حالات الرطوبة. (29)
ويضيف "رافا جيليولى" أن كبريتات الكالسيوم يحدث لها تميؤ Hydration  تؤدى إلى مضاعفة حجم الخلية ا لبلورية لها، وخلال الصيف يحدث لهذه الكبريتات فقد جزئى للماء Dehydrates  بواسطة الحرارة اليومية حيث تؤدى إلى دفع الرطوبة قليلا إلى الداخل بفعل الحرارة المستمدة من أسطح البلاطات المرتفعة الحرارة وهذه الرطوبة لا يسمح له بالخروج إلى الجو الخارجى من خلال المسام ثم يحدث إعادة تميؤ Rehydration  مرة أخرى خلال الليل عندما تعاود الرطوبة مرة أخرى للاتصال بالسطح المزجج وتكون مصاحبة بالمحلول الملحى الذى يصعد منها من خلال الخاصية الشعرية، وبمرور الوقت يحدث تراكم لهذا الملح والأملاح الأخرى والتى يمكن أن تلاحظ فى الأماكن المقشرة من طبقة الترجيح السطحية. (30 )
وتتسبب الترسبات الملحية من المسام الدقيقة إلى حدوث عملية التحام بطبقة الترجيح وفى حالة تواجد املاح كبريتات الصوديوم والماغنسيوم فإنها تمثل زيادة استثنائية فى الحجم خلال عملية التميؤ تؤدى إلى حدوث ضغوط داخلية فى هذه الحالة يحدث تراكم تدريجى من الملح فى المسام أسفل طبقة التثبيت والتى تتسبب فيما بعد فى دفع طبقة التزجيج والسطحية فى البلاطات الخزفية مؤدية إلى حدوث شروخ دقيقة وإنفعالات.
هذا بالإضافة إلى تواجد رطوبة مرتفعة اسفل هذه الطبقة آتية من خلال تراكمات الأملاح المسامية حيث تعمل على سحب الأملاح الذائبة. (31)
السبب الرئيسى لتلف مواد البناء والذى غالبا ما ينشأ من تواجد الماء، والواحدات الخزفية شديدة الميل إلى تشقق طبقة الطلاء والتى عليها أو تفتتها او سقوطها نتيجة للرطوبة العالمية، وفى بعض الأحيان قد تنكمش إلى أقل حجم ممكون ومن مرور الوقت تعود هذه الوحدات للتمدد خاصة وبالتالى تتعرض هذه الطبقة لضغط داخلى كبير وخاصة إنها لا تتمدد بفعل الرطوبة مثل الجسم الطفلى وعندما تصل قوة الضغط أقصاها يحدث التشقق فى هذه الطبقة. (32)
 ولقد تم التأكد من أن الماء يتسرب عبر الحوائط عن طريق المادة الرابطة التى تربط الوحدات بعضها البعض وليس من خلال الوحدات نفسها.
وكذلك فإن تجريح أو تشقق السطح الخارجى المزجج للبلاطات يؤدى إلى زيادة مساميتها وزيادة السطح المعرض للجو مما يؤدى إلى إرتفاع نسبة الماء الممتص وإختراقه بفعل الخاصية الشعرية. (33)
كما يضيف "Ashurst" أن طبقات التزجيج السطحية تحتوى احياناً على مشاكل متأصلة حيث تصبح محتوية على حفر أو بثور أو متحولة إلى مسحوق وذلك عند تعرضها للتجوية Weathering  ولأن هذه التزجيجات التى تغطى قطع التراكوتا والقانيس والبلاطات تختلف فى الخواص الفيزيائية عن الجسم الطفلى المحروق الذى تغطيه فإن هذه عند خروجها من الفرن تكون جافة تماماً ثم تمتص الرطوبة من الجو تدريجياً خلال السنوات المثالية مما يؤدى إلى عداد الجسم الطفلى وزيادة حجمه تدريجياً. (34)
وفى هذه الحالة فإن طبقة التزجيج ذات المسامية المنخفضة تكون درجة قدرتها Capacity  على التلائم مع تمدد الجسم الطفلى قليلة مما يؤدى إلى خطوط شعرية عشوائية Random Hairline  حيث تؤدى هذه الشروخ الجسم المزجج أما فى حالة إختراق الماء للجسم الطفلى فى البلاطات المزججة سواء من الخلف (من خلال الجدران الحاملة) أو من خلال مناطق اتصال (المونة) فإن هذه الطبقة سوق تعوق عملية بخر الماء وسوف يعبس الماء داخل طبقة التزجيج مما يؤدى إلى نشأة قوة دفع وضغط كافية لدوغها أو دفع كل من طبقة التزجيج والجسم الطفل معا. (35)
إن التلف الفيزيائى الذى يحدث فى طبقة التزجيج الذى يتراوح ما بين شروخ داخلية إلى فقد فى عملية الالتصاق التى تنتج عنها طبقات تزجيج شبه منفصلة عن جسم السيراميك نفسه تحدث بصفة رئيسية بسبب إعادة تبلور الأملاح القاتلة للذوبان، اثناء دورات الجفاف، حيث أن التغيرات السريعة فى الظروف المناخية تعتبر إحدى أهم التاثيرات الخارجية تبدأ من خلالها حركة الأملاح القابلة للذوبان وتؤدى إلى تزهر هذه الأملاح وفى هذه الحالة يكون معدل التبلور عاملاً مهماً فى قياس شدة التآكل الناتجه أو درجة التحلل. (36)
ويجدر بالإشارة إلى أن هذا النوع من الإصابة يوجد فقط فى حالة السيراميك المسامى حيث تسمح هذه المساحة بدخول الأملاح على هيئة محاليل ملحية وحدوث التزهر الملحى. دورًا هاماً فى تبلور الأملاح وتشكيلها، لأن حجم بللورات هذه الأملاح وتركيبها الداخلى مرتبط بهذه المصادر المائية المختلفة المحيطة بهذه الأملاح أثناء تبلورها.
التغير فى درجات الحرارة:
  أن السبب فى تغير الحرارة الهواء ناتج عن تأثير أشعة الشمس خلال اليوم والتى تحتوى على كل من الأشعة قصيرة وطويلة الموجه ومواد البناء تتعرض للحرارة بواسطة أشعة الشمس من خلال 3 طرق هى: (37)
- من خلال اشعة الشمس الساقطة الخارجية المباشرة.
- من خلال أشعة الشمس الداخلية الغير مباشرة النافذة من خلال النوافذ.
- بواسطة الحرارة الغير مباشرة من خلال الهواء الخارجى حيث ترتفع درجة الحرارة المحيطة بواسطة الشمس.
إن الخواص الفيزيائية للمواد تتغير بتغير درجات الحرارة وكذلك فإن درجات الحرارة تؤثر ايضا فى معدلات التفاعلات الكيميائية، حيث تتضاعف كلما زادت درجة الحرارة 10ْم وذلك فى وجود عناصر البيئة الأخرى من ماء واكسجين وملوثات جوية مما ينتج عنه تحلل كيميائى سريع أما التأثير الفيزيائى ا لأكثر أهمية الناتج من تغيرات ودرجة الحرارة هو التغير فى حجم هذه المواد حيث أن كل مواد البناء يحدث لها تمدد عند تعرضها للحرارة وتنكمش عند تعرضها للبرودة ويسمى هذا بالحركة الحرارية  (38) حيث تعتبر العامل الرئيسى فى تلف عناصر المنشآت الأثرية.
أما المواد ذات التركيب المنتظم والتى تتغير درجة حراراتها تتعرض للتمدد والانكماش فى اجزائها بمعدلات مختلفة وتكون النتيجة النهائية هى حدوث ضغوط داخلية Internal Stresses  وذلك نتيجة لتكرار الحرارة والبرودة المتعاقبة مما يؤدى إلى حدوث تشوه فى الشكل وتشقق وشروخ فى تركيب القطعة الواحدة، وكذلك فإن التركيب البنائى لمادتين أو أكثر فى القطعة وبما ينهار عندما تعرض لدرجات حرارة وذلك لأن كل مادة من هذه الماد لها معامل تمدد وانكماش وانكماش خاص بها (وينطبق ذلك على البلاطات الخزفية) ولذلك تتعرض الضغوط تكون نتيجة النهائية هى حدوث انهيار فيزيائى Physical Breakdown  0  (39)
 تأثير الرياح Wind Effect :
إن الرياح تنشأ نتيجة لضغطة جوية مختلفة فى نظام الطقس وهى تتميز بالسرعة والتردد وتسبب الرياح بصفة عامة التآكل الخارجى بمعظم مواد البناء وذلك نتيجة للحبيبات الرملية الصغيرة التى تحملها حيث تعمل كمناشر متحركة ذات صلابة عالية حيث تدخل هذه الحبيبات داخل الجيوب السطحية وتعمل العواصف الرياحية على دورانها بواسطة الرياح إلى دخول الملح ا لمتبلور داخل الحاسط بدلا من ترسيبه على السطح مما يسبب ضعف العناصر المعمارية ويحدث تبعًا لذلك عملية التبلور إضافية غازات أو جسيمات أو ميكروبات بحيث تؤدى إلى اضرار بحياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى أو الممتلكات (40)
1-الملوثات الجوية الطبيعية Natural air pollutions:
وقد أشار Feilden أن هذه الملوثات تتكون من الحبيبات النقية أو الايروسلات Aerosols  وهى عبارة عن الغبار والرمل وحبيبات الحجر الرملى الخشن وتنشأ هذه الحبيبات فى المدن نتيجة لإحتراق الوقود فى محطات الطاقة ووسائل النقل ولذلك فهى تحتوى على مواد قطرانية سوداء وهى عادة ما تكون حمضية نتيجة لإمتصاصها ثانى أكسيد الكبريت وتحتوى عادة على شوائب معدنية مثل الحديد والتى تسبب التلف وتنتقل الرياح بالحبيبات بصفة عامة التى تتراوح حجمها ما بين 10-100 ميكرون، وتؤدى هذه الحبيبات عند ترسيبها على أسطح المبانى التاريخية إلى تشويه هذه الأسطح سواء من الداخل أو الخارج حيث تؤدى إلى تغير لونها إلى اللون الغامق. (41)
ويعتمد تنظيف هذه الحبيبات على حجمها حيث أن تنظيف الحبيبات الأقل من 1 ميكرون أكثر صعوبة من تنظيف الحبيبات الخشنة.
2- الملوثات الجوية الصناعية Industerial air pollution:
إن الملوثات الجوية الصناعية تنتج اساسا من الصناعات الكيميائية بالاضافة إلى احتراق كل انواع الوقود وتترسب هذه الملوثات على الاسطح وخاصة المعرضة منها للجو مباشرة، والمسار العمودى لهذه القطرات الصغيرة يمكن ان يتم تحويله بواسطة الهواء الخفيف ولذلك فإن عملية الترسيب يتطلب أسطح خارجية افقية مسطحة وذلك لأنها أكثر من صلة بها عن الأخرى العمودية.(42)
أن شدة التلف تزداد فى أجواء المدن الصناعية الملوثة، ومن الملوثات الشائعة هى أكاسيد النيتروجين المصاصة لعمليات إحتراق الفحم وأكاسيد الكبريت المصاصية لعمليات احتراق كل من الفحم والزيت. وقد أشارر جوفرGoffer ، إلى أن ثانى أكسيد الكبريت Sulphurdioxide  يتحد مع الرطوبة بأشكالها المختلفة وينتج عن ذلك حمض الكبريتوز H2So3 sulphurous acide  الذى يتأكسد بعض الاكسجين الجو ويتحول ويتحول إلى حمض الكبريتيك sulphuricacial H2so4 الذى يعد من أقوى الأحماض المعروفة (43)



ثالثاً: عوامل التلف البيولوجية Biodeterioraction factors
ويتمثل التلف البيولوجى الذى يصيب البلاطات الخزفية بأنواعها فى الكائنات الحية الدقيقة بكافة أنواعها عندماتهاجم مواد البناء المختلفة المستخدمة فى المنشآت الأثرية فإنها تحدث لها تلف ذى طبيعة فيزيائية وكيميائة فى شأنها فى ذلك شأن معظم عومل مختلفة من حيث القوة والضعف طبقا لأختلاف أنواع وأجناس الكائنات التى تفرزها حيث تتفاعل هذه الأحماض مع المكونات العضوية وغير العضوية التى تتكون منها مواد البناء المستخدمة ومنها السيراميك، ويضيف أن التربة الرطبة والغنية بالمركبات العضوية التى شيدت فوقها المنشآت الأثرية تعد المصدر الرئيسى الذى تعيش فيه وتنمو وتتكاثر فيه هذه الكائنات التى تغزو عنه جدران ا لمبانى الاثرية حيث تحتوى هذه التربة على كميات هائلة من الكائنات الحية الدقيقة وخاصة الفطريات والبكتريا الدقيقة داخل التربة، حيث تهاجر هذه الكائنات من باطن التربة مع الماء إلى اساسات المبانى حيث تجد طريقها إلى الأسطح حيث تفضل بعض أنواع هذه الكائنات العيش الشقوق والفجوات المتواجدة على السطح. (44)
أن نشاط هذه الكائنات وخاصة الفطريات والبكتريا يعتمد على عدة عوامل، تتضمن الرطوبة النسبية وللبيئة المحيطة، ودرجة الحرارة والضوء وطبيعة الغذاء  التى ستتغذى عليه ومحتوى الرطوبة به والخواص الفيزيائية لسطح المادة التى ستنمو عليها ودرجة حموضة الوسط pH والضغط الاسموزى وحركة الهواء فى البيئة المحيطة وعمق قلقلة داخل المادة العائلة، ودرجة تركيز كل من الاكسجين وثانى أكسيد الكربون فى الهواء والغيار، وأخيرًا مدة تعرض لكل هذه الظروف والعوامل السابقة الذكر. (45)
وفيما يلى شرح لأنواع هذه الكائنات وتأثيرها المتلف على الآثار الخزفية:
أ- البكتريا Bacteria:
­ أن البكتريا الضوئية Autotrophic Bacteria  والتى تستمد طاقتها من ضوء الشمس ومن عمليات اكسدة واختزال المواد الغير عضوية فى الوسط المحيط، وكذلك البكتريا ذاتية التغذية Heterotrophic Bacteria  التى تستمد طاقتها من أكسدة المواد العضوية فى الوسط المحيط ، ومن أشهر أنواع البكتريا التى تسبب ضررا خطيرا مثل حمض الكبريتيك وحمض الأوكساليك وحمض الكربونيك التى تتفاعل مع المكونات المعدنية المختلفة لمواد البناء وتتلفها ومن أنواع ما يلى :- (46)


1- البكتريات المؤكسدة للكبريت Sulpher Oxidizing Bacteria.:
يعتبر هذا النوع من أخطر أنواع البكتريا التى تسبب فى تلف المنشآت الأثرية وذلك لما تتميز به من سرعة التكاثر والتأقلم مع الظروف الجوية المختلفة العيش فوق الأسطح وأسقها فى أقل نسبة رطوبة، وهذا النق يكترثوا تواحده فى التربة ذات الخصوبة العالية وعندما تتسرب المياه الأرضية بفعل الخاصية الشعرية من ذات الخصوبة العالية وعندما تتسرب المياه الأرضية بفعل الخاصية الشعرية التربية من التربة إلى الجدران فإنها تعمل معها كميات هائلة من الكائنات الحية التعيقة ومن بينها البكتريا المؤكسدة للكبريت ا لتى تقوم بأكسدة مركبات الكبريت (الكبريتدات والكبريتات حيث تقوم بأكسدة مركبات الكبريت الكبريتدات والكبريتات حيث ينتج من عملية الأكسدة هذه  حمض الكبريتك ذو المصدر البكتيرى. (47)
 وقد أضاف ريتشاردسونRichardson  إنه توجد تفسير الأشعة عديدة لتفسير عملية الأكسدة التى تحول الكبريتيد إلى كبريتات مثل تفاعل الأشعة فوق البنفسجية ولكن رواسب الكبريتات ترجع فى الغالب إلى تواجد البكتريا الكبريتية على أسطح المنشآت الأثرية وخاصة من نوع ثيوبا ثلس Thiobacillus Bacteria . (48)
2- بكتريا النيتروجين Nitrogen Fiying Bacteria:
إن هذه البكتريا تتميز بسرعة نموها وتكاثرها وقدرتها الفائقة على تكوين إعداد هائلة من الخلايا البكترية فوق اسطح المنشآت الأثرية التى تحتوى على مخلفات الطيور وأعشاش النحل البرى لأحتواء هذه المخلفات على الفوسفات واليوريا والأمونيا التى تستخدمها هذه البكتريا فهى غذائها حيث تقوم هذه البكتريا بأكسدة الأمونيا من وجود أٌل نسبة رطوبة ويترتب على ذلك تكوين حمض النيتريك الذى يهاجم المواد يفتتها.
ويذكر فيلونFilden أن هذه الأحماض الرصاص المتواجدة فى طبقة التزجيج الخارجية وكذلك تهاجم الزجاج المحتوى على نسبة منخفضة من السيليكا وتؤدى إلى تلفة وتحلله.
ب- الطحالب ِAlgea:
ومن خلال الدراسة التى قام بها كل من رافا جليدولى وكراجيوسكى­ 1995: وجدوا أنه توجد علاقة بين تلف طبقة التزجج الخارجية فى البلاطات الخزفية ولون هذه البلاطات حيث ظهر أن المناطق الأكثر عرضة للتلف والانهيار هى ذات الألوان الفاتحه مثل الأخضر والاصفر، بينما تكون المناطق ذات اللون الأسود أقل تلف، ذلك علاوة علىأن المناطق الأكثر عرضة للتلف هى المعرضة للضوء الشمس بينما تكون التحلل قليل ونادر فى الأماكن المطلة.(49)
حيث تكون البداية بأن تأخذ الجراثيم الطحلية مكان التطفل الخاص بها فى الواجهة الداخلية بين طبقة التزجيج وجسم البلاطات وذلك من خلال الشروخ والشقوق الدقيقة فى طبقة التزجيج وتعمل التزجيجات ذات اللون الأصفر والأخضر كمرشح لضوء الشمس فى الجزء الداخلى ولذلك لا تأخذ الطحالب مكانها عادة أسفل التزجيجات السوداء لأنها فى حاجة للضوء لكى تنمو ويستمر نشاطها.
ويتواجد فى الداخل ايضا المحلول المائى ذو درجة الملوحة العالية المناسب نموها حيث يؤدى ذلك إلى ذلك تقشر طبقة التزجيج وعلاوة على ذلك فإن طبقة التزجيج تصبح هشة وضعيفة وخالية من مكوناتها الأساسية حيث تتحول ببطىء إلى سيليكات متميئة Hydrosilicates  وذلك نتيجة لتأثرها بالأحماض الآتية فى الجو الخارجى والانزيمات الناتجه مباشرة من الدورة البيولوجية لنشاط الطحالب.
الفطريات والأشنة Fungi analichens :
ويتواجد فى الداخل ايضا المحلول المائى ذو درجة الملوحة العالية المناسب نموها حيث يؤدى ذلك إلى زيادة تقشر طبقة التزجيج وعلاوة على ذلك حيث تتحول ببطىء الى سليكات متميئة Hydrosilicates  وذلك نتيجة لتأثرها بالأحماض الآتية من الجو الخارجى والانزيمات الناتجه مباشرة من الدورة البيولوجية لنشاط الطحالب.(50)
واشار فيلدنFilden  أن الفطريات وأنواع العفن الفطرى الأخرى لا تتطلب ضوء الشمس لنموها ولكنها تعتمد على المواد العضوية مثل النباتات لتستمد مثل طاقاتها، وبعضها يظهر فى شكل بقع أو لطع Patches  حيث تنتشر لتكون طبقة تشبه الفرد ذات لون رمادى مائل للإخضرار أو اسود أو بنى ويحتاج أى فطر متطلبات رئيسية للإنتشار والنمو منها ماء كاف، ومصدر للأكسجين، ودرجة حرارة مناسبة، وطبقة سفلية مناسبة عليها ومساحة ملائمة للنمو ومصدر للعدول Sairc of Infeation  وفى حالة عدم وجود أى من هذه العوامل لا يحدث نمو للفطر.
الفطريات تفرز أحماضا عضوية عديدة من أهمها حمض اللكتيك Lactic acid  وحمض الأوكساليك Oxalicacid وحمض الخليك Citricacid حيث تتفاعل هذه بالأحماض مع المكونات المعدنية لمواد البناء ووتتلفها كذلك تعتبر الأشنة من الكائنات الحية الدقيقة التى تتسبب فى تلف مواد البناء المختلفة التى تحتوى على نسبة عالية من الرطوبة التى تحتاج إليها فى نموها وتكاثرها وهى تمثل إتحاد يضم الفطريات والطحالب.
هذه الاشنة تفرز أحماضاً الاوكساليك وأحماض أخرى تهاجم الأحجار الكربونية مثل الأحجار الجيرية والرملية وكذلك تسبب هذه الأحماض تلف الرصاص والنحاس والزنك والألمونيوم حيث يؤدى إلأى تحفز وتآكل لطبقة التزجيج السطحية فى الآثار الخزفية وتلف وتحفز الزجاج. (51)

رابعًا: عوامل التلف البشرية Humman Deterioration factors :
ويشتمل الأتلاف البشرى العديد من العوامل منها الترميم الخاطىء والحرائق والحروب وتأثير الزلازل والاهتزازات والاستخدام الغير مناسب للأثر.
أ- الترميم الخاطىء باستخدام مواد غير مناسبة:
ومن المواد التى تستخدم فى عملية الترميم وتعتبر من المواد الغير مناسبة والمتلفة:
1- استخدام الاسمنت البورتلاندى:
وقد ذكر صالح­  أن هذا النوع من الاسمنت لا ينصح بإستخدامه وذلك للأسباب الآتية – مونة
الاسمنت لها معامل تمدد قوى ربما يصل إلى ضعف مونة الجير مما يؤدى إلىتلف بعض مكونات البناء الضعيفة ومنها (البلاطات الخزفية).
يحتوى الاسمنت على املاح ذائبة تظهر اثناء الجفاف.
مونات الاسمنت لها مسامية ضئيلة مما يؤدى إلى ترك الماء خلفها.
2- استخدام مونة الجبس فى المناطق الرطبة:
أن الرطوبة العالية تؤدى إلى إذابة جزء من الجبس (كبريتات الكالسيوم المائية ) حيث يتسرب محلوله إلى أماكن مختلفة من البناء ثم تبلوره عند جفاف محاليله محدثا ضغوط موضعية مائلة مما يؤدى إلىتفتت الأسطح وضياع ما تحمله من زخارف.(52)
ب- التعرض للحرائق:
الحرائق تحدث اضرار بالغة بمواد البناء على اختلاف انواعها حيث انها تحدث تحولات كيميائية ومعدنية فى هذه المواد حيث تجعلها أقل صلابة وسريعة التفتت وسهلة النزع بالماء وكذلك حدوث شروخ وتقشرات بها، وتؤدى الحرائق بصفة عامة إلى تصدع المبانى وربما إلى انهيارها كلية.
إن السيراميك يتعرض الدرجات حرارة عالية أثناء مايسكبه نوعا من الاستفزاز ولكنه لو تم تعرضه لدرجة حرارة عالية جدًا تماثل ودرجة الحرارة الحرق فإنه ربما يحدث له تغير ويتحول تركيبه الدقيق لتركيب آخر.
ج- تأثير الحروب Ware Effect :
تعتبر الحروب من أخطر وسائل التدمير للمبانى الأثرية حيث نجد أن الحروب تحدث تلف جزئى لبعض العناصر البناء كالأعمدة والحوائط والتعقود والزخارف أو تدمير كلى للمنشآت الأثرية.
د- تأثير الزلازل Earthyake Effect :
لقد زكر بيار أن المبانى فى الأوقات العادية تكون خاضعة للجاذبية وكل المبانى منشأة لتقادم هذه العملة، بحيث لا ينتج عنها فى البناء سوى قوى ضغط على الحوائط والأكتاف والأعمدة والقباب وتكون هذه القوى أقل انحناء على الأعتاب والكمرات والكوابيل وفى حالة الزلازل تتعرض المبانى فجأة لعجلة غير منتظمتة تنقلها الأرض ويتغير معدلها واتجاها حدة مرات فى الثانية الواحدة، والمحصلات الأفقية لهذه العملية هى الاكثر خطورة لأنها تعرض المبنى لقوى افقية لم يصمم لتحملها بالإضافة إلى قوى الشدة التى لا يمكنه تحملها ايضا والاكثر متى ذلك خطورة المحصلات الرأسية التى تؤدى كل لحظة لتقليل أو إلغاء تأثير الجاذبية والقوى التى تؤدى إى تماسك المبنى وتمكنه من تحمل العجلة الأفقية بصورة أثبت، وهكذا يتزايد التأثير المدمر لقوى الشد وينتج عن ذلك إما ظهور شروخ تتنوع فى العرض والعمق أو تصدعات أو انهيار كامل للمبنى.
-الزلازل تعتبر من أخطر عوامل التلف الكيميائية تأثير على المبانى الأثرية حيث تصيبها باضرار بالغة المدى وتحول كثير من المبانى التاريخية إلى اطلال او انها تؤدى إلى تساقط بعض أجزائها العليا مثل القباب والمآذن وتدمير ما تحمله من نقوش وزخارف ومنها بالطبع البلاطات الخزفية التى تكون هذه الأجزاء المعمارية او تكسو وأمهات المنشآت.(51)
هـ- تأثير الاهتزازات الميكانيكية:
تتأثر المنشآت الأثرية والتاريخية وما تحمله من عناصر فنية وزخرفية (ومنها البلاطات الخزفية) وخاصة فى الواجهات تأثراً شديدا بعامل الاهتزازات الميكانيكية الناتجه من حركة العمران الحديثة والتى تتضمن حركة النقل المختلفة وخاصة فى مدينة القاهرة المكتظة بالسكان.
وأضاف حواس أن الاهتزازات الناتجه عن حركة المرور الثقيل بالشوارع تؤثر على التربة ايضا المقامة عليها المنشآت إذا كانت من الرمل او من الطمى او من الردم حيث تتسبب هذه الاهتزازات فى زيادة الحمل المؤثر على التربة بالإضافة إلى انضغاطها مما يؤثر  علىالمنشآت المقامة عليها(50).
و – الاستخدام الغير مناسب للأثر:
بعض الحالات التى تقدم السلطات أو الأفراد فيها على هدم المبانى التاريخية أو تشويهها وتغير
 معالمها وذلك للرغبة فى تجديد البناء أو الحصول على عمارة حديثة، هذا بالإضافة إلى الاخطار
الناجمة عن حركة البناء والتطور الحديثة هذا فضلا عن ان بعض المنشآت الاثرية الاسلامية فى
 مدينة القاهرة يقطنها بعض الأفراد ويستخدمونها كمسكن أو للأغراض التجارية مما يؤدى إلى
استهلاكها والتعجيل  (52)    .
والتأثيرات الخطرة لضغط الرياح تنتج عندما توجد متحدة مع المطر مما يسبب تلف داخلى خطير حيث أنه بعد وصول السطح إلى نقطة التشبع فإن الأمطار تشق طريقها بواسطة ضغط الرياح إلى الداخل وذلك من خلال الشقوق والتصدعات المتواجدة فى الطبقة السطحية. وفى حالة البلاط الخزفية فإن التأثير التآكلى للرياح –فقط فى حالة البلاطات الخزفية التى تكسو واجهات المنشآت الأثرية المعرضة مباشرة للجو الخارجى.
تأثير الضوء Light Effect :
" أن مصادر الضو تنقسم إلى مصادر طبيعية ومصادر صناعية وتعتبر الشمس هى المصادر الوحيدة للإضاءة، وضوء الشمس أثناء الشروق وساعة الظهيرة على بالأشعة المرئية فإن الأشعة ذات الأطوال الموجية القصيرة المرئية والغير مرئية والأشعة فوق البنفسجية تزداد.
إن تأثير الأشعة الشمسية على المواد يعتمد على عدة عوامل منها التركيب الكيميائى للمادة  المعرضة ولها وجود العناصر العناصر المساعدة (الاكسجين ، الرطوبة، الملوثات وكذلك درجة الحرارة المحيطة(46)


 الفصل الثالث
طرق علاج وترميم الآثار الخزفية
أولاً: عملية التنظيف Cleaning Process

وتنقسم طرق التنظيف المختلفة الى طرق التنظيف الميكانيكية، وطرق التنظيف الكيميائية كالتالى:
أ-  طرق التنظيف الميكيانيكية Mechanical Cleaning Methods:
إن طرق التنظيف الميكانيكى ربما هى آمن طريقة للتنظيف بشرط عد ا لسماح للسيراميك بالجفاف حيث يجب أن يبقى هذه العوالق لينة نسبيا حيث يمكن نزعها وكشفها بسهولة بواسطة الادوات المختلفة، أما إذا تم جفافها فإنها تصبح صلبة وصعبة الإزالة.
­ وإنه عندما تكون الاتساخات غير ملتصقة بشدة بالسلطح وكذلك غير دهنية فإن عملية التنظيف تتم بشكل مؤثر لإزالتها وذلك من خلال استخدام فرشاة ذات مقاس مناسب لحجم القطعة او استخدام القطن الجاف او  الممسمة المصنوعة من الصوف القطنى Cotton wool Swab  اما فى حالة تنظيف المناطق الكبيرة فيمكن استخدام Vaccumcleaner  ذو الراس المغطى بطبقة من الشاش الناعم، وفى حالة تلف سطح السيراميك فإن عملية التنظيف ينتج عنها دفع الاتساخات داخل السطح يؤدى ذلك إلى حدوث شروخ وشقوق غير منتظمة، ولذلك يجب أستخدام بطارية مضيئة وكذلك بعض المعدات واللوازم للحفاظ على الأجزاء الضعيفة والمفككة، وفى هذه الحالة يجب تغطية الشعيرات المعدنية للفرش بالجلد الشمواه والنسيج وذلك لتجنب أثاره الضارة على السطح وكذلك يجب ان تعالج بعناية شديدة أى مساحات غير مستقرة مثل طبقة المينا وطبقات الترجيج الضعيفة أو المنقشرة أما فى حالة الرواسب الصلبة فيمكن استخدام مواط الكشط Abrasives  والكشط عادة ما يكون ذو شكل صلب مثل الفرشاه ذات الشعيرات الزجاجية Glass fibre brush  او الممسحة المركبة فى مثقاب الاسنان Dental Drill  (الفريزة) كذلك يمكن استخدام جهاز السفح بالرمال An Air Abrasive  
إن استخدام المكشط الهوائى فى التنظيف يمكن ان يتسبب فى تحفر وخدش Pitted , scored  التجيجات كذلك فإن استخدام طريقة التنظيف بواسطة اقراص الكربورندام ذات الدوار ا لسريع تسبب تلف هائل للاسطح وذلك لا يجب استخدامها فى تنظيف اسطح السيراميك والناينسى. (38)
ويمكن ايضا استخدام كريمات الصقل Plaising Creams  مثل سولفول اوتوسول Solvol Autosol  وذلك لازالة الطبقات البسيطة والرقيقة من الرواسب السطحية الغير قابلة للذوبان مثل رواسب الكالسيوم السطحية وازالة الاتساخات المتواجدة فى الخدوش الصغيرة فى طبقة التزجيج ويجب اختيار هذه الكريمات بعناية شديدة حيث يجب استخدامها فقط على المساحات التى تعانى من الشروخ والتقشير ، حيث يتم وضعها ودليكها على سطح الرواسط وذلك باستخدام  ممسحة من الصوف القطنى او فرشاه ثم تستخدم بعد ذلك ممسحة نظيفة للصقل ثم ينم شطف السطح بعد ذلك باستخدام مذيب مناسب (فى حالة السلفول أوثوسول تستخدم الكوحولات البيضاء) وكذلك فإن استخدام ورق الصنفرة فى عملية التنظيف يجب ان يكون فى شكل طبقات رقيقة جدًا مع استعمال نسبة بسيطة من الضعف القوى  الضرورى لحدوث التأثير المطلوب، لذلك يجب استخدامها فقط فى حالة التزجيجات القوية ومنذ عهد قريب تم استخدام عجينة الثروموبلاستيدات صناعية فى التنظيف ولكن لأن خواص اللصقف فى هذه العجينة يكون اقوى فإنه يوجد خطورة من استخدامها فى تنظيف سطح ا لسيراميك. (32)


ب- طرق التنظيف الكيميائية Chemical Cleaning methods:
وتعتمد هذه الطرق على استخدام الماء والمحاليل  الكيميائية الاخرى وكذلك على استخدام الاحماض المختلفة والقلويات حيث اشارت كل بايز وأوكلىBuyes and Oakely  إلى ان الماء يعتبر ارخص وأمن مذيب وكذلك الأكثر تأثيرا عند استخدامه فى ازالة الاتساخات والرواسب السطحية حيث يتم تنديمها بالماء ويمكن اضافتها بعض المنظفات وذلك لاعطاء الماء خواص وقدرات اضافية عند ا زالة الاتساخات الدهنية وفى هذه الحالة يجب استخدام المنظفات المعملية نفعا ما عن المنظفات المنزلية الشائعة التى ربما تحتوى على مواد ملونة ومواد عطرية ومبيضات ومواد عازلة.(49)
* استخدام الأحماض فى التنظيف:
اما بالنسبة لاستخدام الأحماض فى التنظيف فإنه يوجدالعديد من الاحماض التى يمكن استخدامها طبقا لما ذكرته كل من بايرز وأوكلىBuyes' and oalkey ومنها حمض الهيدروكلوريد والنيتريك والأحماض العضوية مثل الأوكساليك والسيتريك والخليك.
ويستخدم حمض الهيدروفلوريك (HF) Hydro Fluuoricacide  فى تنظيف التراكوتا المزججة والفاربين وذلك من خلال مهاجمة السليكات المعقدة – Comlex Silicates  فى الأسطح المزججة وبهذه الطريقة يتم انفصال الاتساخات ولكن نتيجة لهذه المعالجة يحدث تحفز Etching  للسطح وينتج من هذه التعامل فلوريدات السيليكا Silica Fluorides  الغير ذائبة والتى تكون فى شكل رواسب بيضاء أما فى شكل تزهر أو فى شكر قطرات Drops  على السطح وفى حالة استخدام هذا الحمض فإنه يجب استخدامه بتركيز من 2-4% فى وقت يتراوح بين 5-10 دقائق على كل من الاسطح المزججة وغير المزججة، ولاحراز نتائج جيدة يجب  عدم التنظيف الكامل وذلك للحفاظ على السطح من التحفز.
أما بالنسبة لإزالة رواسب الكربونات المتحجرة من على أسطح السيراميك فقدأشارتا إلى استخدام حمض النيتريك Nitricacid  أو الهيدروكلوريك Hydro chloricacide  بتركيز 10% حيث يفسر السيراميك اولاً فى ماء مقطر أو ماء خالى من الايونات Distilled or Deinonized water  ثم يتم غمره فى الحمض او استخدام كمادات القطن الصوفية.
أما رواسب الكبريتات تتطلب محاليل قوية لازالتها حيث يذكر جيرى Gedyo أن راسب كربونات الكالسيوم اذا كانت سميكه يجب ازالتها ميكانيكيا اولاً قبل المعالجة. (47)
الحمضية ثم يتم غمر القطعة فى ماء نقى لمدة عدة دقائق ثم يستخدم حمض النيتريك او الهيدروكلوريك المركز حيث يتم تنقيطة على طبقة الرواسب ويتبع هذة المعالجة الحمضية عملية غسيل طويلة وكذلك تجارب للتحقق من فاعلية المعالجة.
* التنظيف بالمحاليل القلوية
القلويات مثل كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديوم وهيدروكسيد الصوديوم يمكن أن تكون مفيدة فى إزالة الدهون والشحوم والشموع ولذلك يجب عدم استخدامها بطريقة الغمر لأنها قد تسبب اضرار ونشأة بللورات ملحية إذا لم يتم إزالة جميع أثارها ولكن يفضل استخدامها بطريقة الكمادات ومن أشهر الكمادات المستخدمة كمادة AB 57 التى تحتوى علىبيكربونات الأمونيوم وبيكربونات الصوديوم وكربوكس مثيل سليلولوز وقيمته ( 7.5 + P H  ) وتستخدم لإزالة رواسب الجبس (36)
ثانيا:  التقوية
معظم قطع الخزف التى تتطلب عملية التقوية هى تلك المستخرجة من الحفائر وكذلك القطـع التى فقدت مقومات الربط بين جزيئاتها خلال عملية غسل ونزح الماء او التى تعانى من التلف نتيجة لتاثير دورات الرطوبة والجفاف المتعاقبة . 
راتنج الاسوكسى ولواصق المطاط (الرابر )
واستخدم هذا الاصق فى اواخر الثلاثينات ولكن استخدم بتوسع فى الترميم الحديث ويتراوج لونه بعد الجفاف من اللون الاصفر والاخضر الفاتح الى الاصفر والبنى الغامق ويعتمد ذلك على عمر الاصق وهذه اللوصق صلبة جدا ولكنها ليست هشه وتشبه الواصق المطاط ولواصق الأبيوكس من حيث الخواص اللىةتعوتية ولكن الفارق بينهما أن لواصق المطاط إذا تم حذفها فانها تتمدد أماراتنجات الأيبيوكس فتتهشم ومن أحسن مذيباتها الأتي، الفيزومورز البولي ستريبة، التولوين التربنتين بعض لواصق المطاط ربما تلبين الماء.
- خلات الفنيل المباشر  P . V . A . C
يترواح لونها من الابيض الواضح إلي اللون البني عندما تكون حديثة ولكنها تتحول إلي اللون الأصفر والأحمر عندما تقدم فب العمر من أحسن مذبياتها الأسينون الفيرمورز والكحول الأبيض الماء الدافئ (45)  



ا: تثبيت القشور ترميم الشروخ
توجد طرق قليلة جداً للتدعيم فى حالة الشروخ الدقيقة وربما يكن العلاج غير مفيد فى بعض الحالات ، ويمكن إستخدام اللواصقالمنخفضة اللزوجة مثل واتنجات الأيبوكسى فى هذه الحالة حيث تتغلغل داخل الشروخ الدقيقة من خلال خاصية الشعرية ، ويطبق اللاصق على طول خط الشرح من ناحية واحدة بإستخدام فرشاه دقيقة ثم يتم تدفئة اللاصق وكذلك تسخين القطعة قليلاًعن طريق تيار هواء ساخن أو وضع داخل فرن دافئ حيثيخفضذلك من لزوجة السائل ويزيد من كمية اللاصق الممتص داخل الشروخ .
القطعة ببطئ تدريجيا فى الماءحتى وصل إلى درجة الغليان حيثساعد ذلك على تفتيح الشرخ ، ثم يتم تطبيق المستخدم وهو السييانو اكريلات Cyano acryfefe  الذى لا يتأثر بالماءحيثتغلغل داخل الشرخ ثم بتصلد اللاصق عندما تبرد القطعة ويفلق الشرخ طبيعياً
أما بالنسبة لتثبيت القشور فقد ذكرت بايزو أو على  BUYES,OAKIY  أنه ربما توجد قشور صغيرة متساقطة من طبقة التزجيج أو الجسم يجب أن يوضع فى أماكنها وذلك عند إجراء عملية التجميع للقطع المهشمة ، ويجب إجراء أختبار لمعرفة إمكانية وضعها فى أماكنها أثناء تجميع القطع أم يجب أن تضاعف عقب هذة العملية ويمكن إستخدام لاصق ذائب فى المذيب فى هذه الحالة وذلك لأنه يكون أسهل الآسترجاع . (52)
حيث أشارة Larney إلى إستخدام محلول PVAC  المذاب فى 90% من الأسيتون و10% نمن خلات الأيثيل وذلك للحصول على محلول ذو تركيز قوى حيثيمكن تخفيفه حسب الطلب وها المحلول يعطى نتيجة جيدة عندما يكون تركيزه من 5-2 % هذا وقد أشاره عبد الوهاب إلى إستخدام خليط مكون من 5% من PVAC مذابا فى 20 % أسيتون مضافا إليه 75% إيتكس إيثامول ويمكن التحكم فى قوة تركيز هذا المحلول حسب حالة قشور التزجيج ومسام السيراميك .

ب: عملية تجميع ولصق الاجزاء المكسورة
تعتبر هذة العملية من العمليات الهامة والدقيقة والتى تتطلب خبرة ودقة والمام بالنواحى الفنية والتشكيلية ، وقد جرت محاولات عديدة فيما مضى وقبل التطور الهائل الذى حدث مؤخرا فى الكمياء الصناعية وعلم البوليمرات Polymer science  من اجل اصلاح الاوانى والمقتنيات الزجاجية التى تعرضت للكسر ولاعادة البناء Repair or reconstructure  هذة المقتنيات لم يكن امام المرمم او الفنان قديما الا اللجوء الى ماهو متاح لة من مواد لاصقة لاتمام هذة العملية وتمثلت هذة المواد فى غالبية المنتجات او اللواصق الطبيعية واهمها الغراء الحيوانى Animal glue او الصمغ العربى Arabic gum او الشبلاك Sellac resine والشموع الطبيعية Natural waxes  (49)
ولكن استخدام هذة اللواصق الطبيعية فى ترميم الزجاج لم يكن يأتى بالنتائج المرجوة منة فمعظم هة المواد يتعرض للانكماش Shrinkage  ويميل للجفاف Porn to drying وتلتصق بها الاتربة والعوالق Deposites  وبمرور الوقت تكون عرضة للهشاشية والتلف نتيجة لظاهرة التقادم الطبيعى Natural agening  كما ان هذة المواد تكون ظاهرة للعين conspicuous ومعظمها غير حسن  المظهر واللون Unsightly ويلاحظ ذلك فى معظم ما تم محاولة ترميمة فى عصور سابق (49).


ثالثا : عملية الأستكمال         Replacernent  process
 بعد الأنتهاء من عملية التجميع لقطع السيراميك المهشمة ربما اتواجد بعضالمناططق المفقودة والتى يجب إستكمالها حيث ذكرت كل من بايزووأوكلى Buyes,oakley  أنه حتى الأن لا توجد أى محاولات لأستخدام نفس المادة التى أستخدمت فى صنع القطع الأصلية فى إستكمال الأجزاءالناقصة من هذه القطع وذلك ليبين هما ، أن مواد السيراميك مواد طبيعية معتمدة جدا واعادة تصنيع نسخ طبق الأصيل من الأجزاء الناقصة عملية مكلفة جدا وصعبة التنفيذ ، هذا بالأضافة للألتواءوالنشوة يجعل من المستحيل عمل نسخ طبقالأصل من الأجزاء الناقصة دقيقة ذات ثلاثة أبعاد لذلك فإن أستخدام المواد الصناعية الحديثة تجعل عملية الأستكمال أسهل نسبيا ومن أكثر المواد الشائعة الأستخدام راتنجات الأيبوكسى وراتنجات البولى استر رتنجات الأكمليك ومركبات الكالسيوم خاصة الجبسالباريسى Piastes af paris  واختيار المادة المستخدمة يعتمد على نوع السيراميك المطلوب معالجته وكذلك على طريقة التطبيقالتى ستستخدم .(47)
وهناك بعض الشروط التى يجب توافرها فى هذه المواد وهى التالى :-
 أ- الشروط التى يجب توافرها فى مواد الأستكمال
 1- يجبان تكون المادة قابلة للتشكيل أو الصب 
حيث يجب ان تكون المادة المستخدمة فى حالة مرنة وقابلة للتشكيل حيث تترك لتتصلد ثم تقطع وتشكل الأشكال المطلوبة أو تصب داخل قالب وفقا للشكل المطلوب .
2- يجب ان تكون المادة قابلة للتعديل من خلال إضافة الصيغات والسلونات أو المواد المالنة .  
لابد ان تكون المادة المستخدمة فى الأسشتكمال ذات لون مناسب وكذلك نصف شفافة لتكون متلائمة مع سطح السيراميك المبسط من حيثالملمس، ويمكن كذلك تعديل هذة الخواص بإضافة المواد الأخرى ومن مواد الأستكمال الشائعة الأستخدام مع السيراميك وراتنجات الأيبوكسى والبولى أستر وخاصة عندما يكون مطلوب استخدام مادة شفافة أو نصف شفافة وكذلك يمكن تلوين هذه المواد باستخدام مواد التلوين الجافة او الصبغات او الوان الأكريليك
 3- يجب ان تكون المادة قابلة للألتصاق بالسيراميك
 وتضيف Buyes , oakey  أنه على الرغم من فوائد الطريقة المعتمدة على تشكيل مادة الأستكمال أو لا عن طريق قالب يأخذنفسبصحة الجزء المفقود ثم إجراء عملية لصق بها القطعة الرئيسية كخطوة تالية حيثتكون قابلة للنزع إلا انه يكون من المفضل تطبيقالمادة على حواف الكسر مباشرة والأعتماد فى تثبيتها على قوة لصق المادة نفسها على قوة لصق المادة نفسها ، وفى هذه الحالة يجب استخدام مواد قوة جيدة
4- يجب ان تكون المادة ذات قوة وكثافة مناسبة وبها صفة الأستمرارية .
ربما تستخدم مواد الأستكمال لعمل تدعيم للقطعة أيضا وفى حالة لو كانت القطعة فى حاجة إلى إستكمال جزءكبير فيها فلا بد من استخدام مادة ذات كثافة مناسبة وذلك لعمل توازن مع وزن القطعة فمثلا فى حالة استخدام مواد مثل الجبس الباريسى والبولى فيلا فيمكن تعديلها عن طريق إضافية راتنجات مثل مستحلب خلات الفنل المبلمرة او الكربوكسى ميثيل سيليلوز وذلك لأعطائهم القوة المناسبة ، كذلك يجب ان تكون مادة الأستكمال غير قابلة للتغيير بمرور الوقت ولديها مقاومة للهجوم البيولوجى وثابته من حيث اللون والشفافية .
5- يجب ان تكون المادة استرجاعية    Ahe material must be Reversiple  
عند إزالة المادة المستخدمة فى أستكمال السيراميك فإنه الأجزاءالمبصلة بحافة الكسر تمثل مشكلة حيثيمكن ان تحدثبها تلف وهذه الصعوبات يمكن ان تقل عند استخدام مواد عازلة لحواف الكسر قبل الأستكمال وخاصة فى حالة السيراميك المسامسومن هذه المواد البارالون (72-ب) وخلات الفنيل المبلمرة وعند ازالة راتنج الأيبوكس والبولى استر فإنه يجباستخدام الذى كلورميثان Dich loro Methane  لتطريتها تمهيدا لازالتها .
6-يجب ان تكون الماده غير قابله للانكماش بعد التصلب او بمرور الزمن .  (49) 
د- طريقة التطبيق
لقد ذكر ويليامز Williams ان طريقة التطبيق واحدة بصرف النظر عن المادة المستخدمة فى الاستكمال وقبل البدء فى هذه العملية لابد من توافر الأدوات اللازمة وهى كمايلى:
- مادة التدعيم                                Support material
- سلوتيب                                     Sellotape
- تيار هواء ساخن                           Hot-Air-Blower
- استيون                                     Acetone
- ورق التشيو                                Tissue Paper
- المادة المستخدمة فى الاستكمال         Filling material
- قطعة صغيرة من الزجاج                A small pirce of glass
- فرة معدنية                                 Ametal spatula
- ساق خشبية                                A wood stick
- مادة الصقل (اسيتون – تلك)             A smoothing substanc

أ: استكمال الزخارف والألوان
والخطة الأخيرة فى علاج وترميم الخزف هى استكمال الزخارف أعلى الاجزاء المستكملة وقد تم استكمال الزخارف من خلال الجزء المماثل للجزء المفقود وذلك بشقها علىورق الكلك ثم وضعا فى مكانها السليم ولأن الزخارف قد نفذت قديما يدويا فإنها لم تكن متطابقة تماما ولذلك تم الاستعانة بالرسم اليدوى احيانا لضبط الزخارف وقد تم اجراء العديد من التجارب على الالوان الملائمة لاستخدامها فى تلوين الاجزاء الناقصة ومنها الالون الزيتية والوان السيراميك وألوان الزجاج وذلك للحصول على التغطية من ألوان السيراميك والشفافية فى الوان الزجاج وذلك لكى يلائم الجزء المستكمل الاجزاء المحبطة من حيث الشفافية. (48)
وقد تم استخدام ورنيش البولى يورتان Polyurcethane  كوسيط لهذه الالوان وذلك للحصول على سطح لامع شفاف يشبه نسبيا طبقة التزجيج فى البلاطات الخزفية الاثرية
ب: المعالجة الخاصة بالخزف الأثرى المستخرج من  الحفائر
إن الكثير من المعالجات التى سنشير إليها فى هذا الفصل يجب أن يتم إجراؤاها فى المخبر فقط بيد خبير مختص فى الترميم لكن بما أنه لا يتوفر فى الفريق العامل فى الحفرية خبير مختص بالترميم دوماً وبما أنه من الضرورى القيام بالأعمال فى كل المواسم التنقيبية بشكل متزامن أى فى الوقت الذى يتم فيه الحفر يتم فيه العمل بالمواد المكتشفة فإننا سنذكر بعض التعليمات العامة
تخصص الفترة الصباحية للعمل فى الحقل أما فى الفترة لمسائية فيجتمع الفريق العامل إن لم يكن فريق العمل الأثرى بأكملة فعلى الأقل قسماً كبيراً منه يجتمع لإنجاز مهمات من الغسيل والتنظيف وتصنيف وجرد المواد عن طريق التأثير الافردى لكل واحدة من الأدوات أو القطع الفخارية عينها والوصل بين الكسور الفخارية والرسم الأثرى والتصوير والتعبئة والتخزين المؤقت وأخيراً النقل إلىالمتحف حيث تحفظ بطريقة نهائية ومن ثم تعرض فى صالات العرض الدائمة أو يتم تخزينها فى مخازن المتحف (43)



* أساليب العرض المتحفية

العرض المتحفى
الجيد هو ثمرة الذوق الفنى السليم ، ولابد للمسئول عن هذا العرض ، أن يكون ملمًا ببعض المبادئ الفنية التى قد تغرس فى الانسان وهو فى مهد الحياة ، ويتمتع ذاك المسئول بروح فنية عالية ، والعرض الجيد هو روح المتحف ، ومن ذم ينتج لدينا المتحف المثالى الذى يسوده الذوق الجميل الفنى ، ةالذى يتيح فى ذات الوقت المشاهدة الجيدة ، ويترك فى نفس الزائر أثرًا طيبًا ، ويحفظ لنا التحف الأثرية ويقيها التلف والضياع ، ومن ثم لابد إذ تحدثنا عن أساليب العرض الجيد ، أن نشير إلى أنه مجموعة عوامل متكاملة ، يكمل كل عامل منه الآخر ، ويثمر فى النهاية متحفاً فنياً مثالياً ، يرتقى بالذوق الفنى لدى النشئ ، ويتيح التسلية لدى الكبار دون ملل أو اطناب وللعرض الجيد هدفان الأول : الاستفادة القصوى من تلك المعروضات باعتبارها وسيلة لنقل المعرف والثقافة فالمعروض فى حد ذاته وسيلة لا غاية ، ومن أجل تحقيق هذه الغاية ، يجب الاستعانة بأشياء مكملة لتحقيق تلك الغاية ، وهذه العوامل هى :-
1- المبنى
2- نوع العرض وطريقته
3- الاضاءة
4- وسائل العرض
5- البطاقات الشارحة
أولاً : المبنى
لابد من الاستفادة من تخطيط المتاحف الموجودة حالياً ، ومعرفتها معرفة جيدة للتعرف على سلبياتها وإيجابياتها ، وأيضاً لابد من دراسة سبب إنشاء هذا المبنى والغرض الوظيفى من هذا الانشاء لكى نضع التوصيات المطلوبة لتحقيق الهدف المنشود ، ودراسة جدوى الإنشاء هذا المبنى ، فالمسئول عن هذا المبنى لابد أن يشترك مع المهندس الانشائى فى مناقشة مخطط ( المسقط الأفقى ) للمتحف ليخرجوا بكراسة الشروط المطلوبة لمشروع إنشاء المتحف ، ومن ثم تعرض هذه الكراسة فى مناقصة عامة ، أو مجموعة ، فالمناقصة العامة تعلن على مستوى العالم كله ، فى حين تعلن الثانية داخل القطر وعلى مستوى القطر ،
ويتبارى فيها المهندسون ، ويوجد لجنة للبت فى تلك المناقصة مكونة من أعضاء على مستوى من الدراية والفهم والثقافة والعلم بما يكفى للبت فى تلك المناقصة المهمة والتى يرشح فيها المشروع الفائز الذى يتم تنفيذه بعد ذلك ليخرج لنا المبنى عملى الطراز المطلوب
فلدينا متاحف كثيرة منها ماهو مستطيل المسقط الأفقى ، ومنها ماهو مربع المسقط ، وماهو مسدس ، ومثمن ، ودائرى على مستوى العالم، وتلك الأشكال توفر سهولة الانتقال من مكان إلى آخر بسهولة ويسر ، ولابد أن يوفر فيها أن نقطة البداية تنتهى عندها نقطة النهاية ، ويستطيع المشاهد أو الزائر أن يرى ما بداخل المتحف دون أى عناء أو جهد ، ويستفيد فيها بالمعرفة الجيدة، ويخرج من المتحف راضياً عن هذا العرض ، ويثير تساؤلات كثير فى نفسه ليدرك قسمة العروضات فى هذا المتحف (46)
ولابد أن يشتمل هذا المتحف على حديقة مستحفية غاية فى الاناقة تريح الزائر ، وتبعث السرور لدى الزائر أو الشيف لهذا المتحف ، ولا بأس من وضع بعض التحف فى تلك الحديقة التى قد لا تتأثر بالضوء أو الغبار والتلوث البيئى ، ولديها القدرة على تحمل ذلك ، ولا سيما أن هذا يحدث فى متاحف الآثار ، فقد تعرض تماثيل كبيرة الحجم وأعمدة رخامية وجرانيتية تقاوم عوادى الزمن ، لاتتأثر بالعوامل الجوية ، وقد يوضع بتلك الحديقة كافيتريا متحفية للزائر يستريح فيها بعد رحلة وقوف فى المتحف قد تصل إلى عدد من الساعات ، بل وصل بنا الأمر إلى إنشاء متحف مفتوح كما فى المتحف المفتوح بمعبد الكرنك
ويتوفر فى المبنى أيضاً مكان لعرض للمعروضات ، سواء أكان عرضاً مؤقتاً أو مستديماً ، ثم قاعة أخرى لمكتبة المتحف تضم بين جنباتها صادر ومراجع خاصة بنوعية هذا المتحف ، ثم نجد قاعة أخرى للمحاضرات مجهزة بأحدث التقنيات من وسائل الاستماع والميكروفونات والسماعات والاضاءة ، وأماكن الجلوس المريحة ، ووسائل عرض مختلفة للايضاحات
 ( شفافات – شرايح فيلمية – أشرطة فيديو – الخ )
والتى تسهل عملية إلقاء المحاضرات لعمل المواس الثقافية ، والتى تكمل النشاط الثقافى والتوعية لدى المجتمع الكائن به المتحف ، هذا بالاضافة لبدرومات الخزن التى يتم فيها اختزان التحف قبل عرضها وكذل التحف المكررة ، كما يضم المبنى قاعة للدرس خاصة بالباحثين الذين يدرسون الفنون والآثار ، تساعدهم على دراسة تلك التحف ومعرفة خصائصها الفنية ، ليتسنى للمتحف بعد ذلك عرضها عرضاً تاريخياً يليق بالتحف المدروسة ، كما يزود المبنى أيضاً بحجرات للأمناء والادارة والمدير والحراسة المدربة ، ولا بأس من تزويد المتحف بدائرة تليفزيونية مغلقة وكاميرات توزع على أجزاء وجنبات المتحف المختلفة لأمن وسلامة المتحف ، ويسهل على الأمين أو مسئول الأمن متابعة الزائر فى المتحف أثناء تجوالهم به (47)

ثانياً : نوع العرض وطريقته
لدينا نوعان من العرض ، الأول مباشر ، والثانى غير مباشر ، الأول فى الترتيب ينقسم بدوره إلى عرض مؤقت والثانى مستديم ، فالمتحف قد يضم تحفاً تعرض عرضاً دائماً بالمتحف ، وقد تتمتع بأهمي كبيرة يتميز بها المتحف عن نظيرة الآخر ، ومن ذم يجب عرضها عرضاً جيداً ، يقوم على ثلاث أسس هى الانسجام ، والتوازن ، والوحدة
فالانسجام يجب أن يسود بين المعروضات سواء كانت داخل الفتارين أو خارجها ، وجو القاعة المعروض به التحف ، فالمقصود انسجام المحيط كله.
يتوقف التواز على تماثل الترتيب والتنظيم ( السيمترية على قدر الامكان ) بين التحف المتقاربة فى وعها من حيث الأهمية والحجم والشكل والعصر ، وكذلك اللون ، فمثلا التحف الكبيرة الحجم والثقيلة الوزن توضع فى الوسط ( المحور ) على عكس التحف الصغيرة ، وقد يتفق أن يكون مركز الثقل مع مركز الاهتمام.
أما الوحدة ( الوزن ) فيمكن تفسيرها بأها الأثر الحيوى ، أو القيمة الحيوية ، للتحفة لجمالها أو أسلوبها الفنى أو شخصيتها المتدفقة ( الديناميكية ) ، ولا يخف علينا أن اللون عامل مؤثر فىالعرض كالشكل ، ولذلك ينبغى أن يعنى القائم بتنسيق التحف المعروضة بالصلة الفنية بين الألوان ، بعضها وبعض بالنسبة للأسس والعناصر التى مررنا بها : الانسجام والتوازن والوحدة
وهذه الأسس الثلاث لابد من توافرها فى المعرض المؤقت أو الدائم ، ويقى لى أن أذكر أن بالمعرض المؤقت ، لابد أن تخصص قاعة بمبنى المتحف للعرض المؤقت لاذى قد ينشأ فى بعض الوقت الاهتمام بنوع معين من القضايا ، فلابد من مسايرة المتحف مع المجتمع ، ويقوم يعمل معرض بخدم ويرسخ تلك القيم داخل المجتمع ، وهذا المعرض قد يكون لمدة ثلاث أو أربعة شهور ، أو قد يكون فى فترة ما فى تلك المدينة يوجد مؤتمر فى موضوع ما ، وعلىالمتحف استغلال هذا المؤتمر يعمل معرض مؤقت يخدم فكرة المؤتمر بعد دراسة محاور المؤتمر ، والاستفادة بها للعرض عن المتحف ، وعرض أفكار المتحف وتنمية الوعى الفنى لدى المجتمع (44)
والعرض المتحفى يخضع لأسلوبين هما : التتبع التاريخى أو التسلسل التاريخى للمعروضات ، والثانى هو العرض الموضوع أو حسب المادة للمعروضات ، وقد يتبع المتحف إحدى الأسلوبين فىالعرض أو كليهما معا، فالأول يعرض كل أنواع التحف التطبيقية فى مكان واحد فى عصر معين ، ويظهر فيه أسلوب العصر فى الزخرفة أو طراز زخرفى فى عصر ما ، فمثلا نجد أن متحف الفن الاسلامى بالقهرة يعرض الخزف والنسيج والجص ولخشب والمعادن والأحجار فىالعصر الأموى ، ثم يليه العصر العباسى ثم العصر الفاطمى والأيوبى فالمملوكى ....... إلخ والثانى يتمثل فى العرض الموضوعى ، فنأخذ عرض مادة كالأخضاب بأنواعها وتسلسلها التاريخى فى قاعة ، أو الخزف بأنواعه فى جميع العالم اسلامى فى قاعة أو قاعتين متتاليتين ، وقد نجد الأسلوبين فى العرض فى متحف الفن الاسلامى بالقاهرة ، ومتحف الآثار المصرية بميدان التحرير
ثالثاً : وسائل الاضاءة المختلفة
الاضاءة من الأشياء المهمة لأى متحف ، ومصدر الاضاءة نوعان : مصدر طبيعى وهو الشمس ، ومصدر صناعى وهو الكهرباء أو المصابيح الكهربية ، فالمتحف المفتوح لا يحتاج إلى اضاءة صناعية إلا فى الظلام أو فى الليل ، فى حين يعتمد اعتماداً كلياً على الاضاءة الطبيعية مائة بالمائة ، أما الاضاءة الصناعية فتحتاج إليها المتاحف   ذات المعروضات الخاصة مثل عرض النسيج أو الخزف أو الورق ......... الخ
والاضاءة الطبيعية تنقسم بدورها إلى نوعين : الأول : إضاءة مباشرة من الشمس مباشرة ، والثانى : إضاءة منعكسة من السماء ، وكل حالة من تلك الحالتين لها مزاياها وعيوبها بالنسبة للمعروضات ولا سيما التحف السليولوزية والاضاءة الصناعية تنقسم بدورها إلى خمسة أنواع (48)
الأول : مباشر
أى من الضوء الصناعى ( المصباح ) يتجه فى زوايا أقل من الأفق مباشرة فى اتجاه التحفة ، ومن عيوبه أنه يسبب ظلالا وبريقاً عاليا على سطح المعروض
والثانى : نصف مباشرة
أى لأن الضوء يسقط إلى أسفل ، وهذه الوحدات تستعمل للتغلب على المظاهر المعيبة للضوء المباشر ، فضلا عن أنها تعطى منظراً مزخرفاً ، حيث تسلط الضوء إلى أعلى السقف فتخفف من التباين العنيف وتجعل المحيط أكثر بهجة ومرحا
الثالث : مباشر – غير مباشر ( التوزيع العام )
وتنطبق على المصابيح التى تعطى معظم اضاءتها على السطح الأفقى للتشغيل إما مباشرة منها أو من المعكوس من الضوء الذى يتجه إلىأعلى ، وينعكس من السقف وأعلى الحوائط ، ومن مميزات هذا النوع انعدام الظلال الحادة .
والرابع : نصف غير مباشر
أى أن الضوء يتجه إلى أعلى السقف والأسطح العالية من الحوائط ، ويستعمل زجاج مصنفر سميك للسماح لجزء من الضوء بالمرور إلى أسفل ، وتعتمد على جودة الزجاج المصنفر للمصباح الذى يجنبنا البريق العالى، ويلزم فى هذه الحالة أن يكون السقف والجزء الأعلى من الحوائط ذات معامل انعكاس كبير
والخامس : غير مباشر ،
أى من الضوء إلى أعلى بواسطة منعكسات مظلمة قلوب وفى هذه الحالة تكون أسطح السقف والأجزاء العليا من الحوائط ذات معامل انعكاس كبير ، حتى يمكن للضوء أن يسقط على سطح التحفة ، وتتميز هذه الطريقة بالتوزيع الجيد للإضاءة واختفاء الظلال الحادة ، وقلة البريق وانعدام الوهج والاسطاع
وقد تطورت طرق وسائل الاضاءة الحديثة ، وقلة البريق وانعدام الوهج والاسطاع
وقد تطورت طرق وسائل الاضاءة الحديثة للمتحف تطوراً سريعاً ، وذلك لاتاحة الفرصة لأكبر عدد من الزوار لمشاهدة المتحف ، ، وأن يستمر المتحف مفتوحاً ليلا خلال ساعات الفراغ الوحيدة للزائرين ، التى تمكن معظم أبناء المجتمع من زيارتها ، ونعلم أن كثيراً من المبانى الحديثة للمتاحف قد صممت منذ البداية على أسس فتحها ليلا
وتعتقد بعض المتاحف أن الاضاءة الصناعية مفضلة على الاضاءة الطبيعية بأى حال من الأحوال حيث أنها أكثر ثباتا وأسهل فى الضبط ، وربما كانت أقل تكلفة ، إذ أن الاضاءة السماوية من الصعب الاعتماد عليها ، كما أن الشبابيك تحتاج للتنظيف المستمر والدائم
ويؤكد بعض الخبراء بأن القوة المدمرة للضوء ، وكل ضوء يمكن أن يتلف أو على الأقل يتسبب فى تغيير لوزن بعض قطع المتحف مثل الورق والنسيج التى هى حاسسة بصفة خاصة – تختلف فى المعدل المباشر عن كثافة الضوء – وضوء الشمس عادة أكثر كثافة من الضوء الصناعى ومن هنا نجد أن وجهة النظر الخاصة بالمحافظة وكذلك بالعرض ، هى الأفضل ، ولكن الضوء الصناعى تسبب فى بعض المشاكل الخاصة به فمثلا من الصعب تحديد درجة وطبيعة الخصائص المتلفة فى الضوء الصناعى ، وبالغغم من أن ضوء الغلورسنت تستهلك تياراً أقل بدرجة ملحوظة فإن له ألواناً عديدة – على الأقل سبعة أنواع من الأبيض – تميل إلى تغيير لونها مع الاستعمال ، مما يجعل من الصعب المحافظة على استمرار التوازن بين اللون والكثافة إلا إذا كانت كل الأنابيب فى تركيبه تستبدل فى وقت واحد، هذا بالاضافة إلى أنه أصبح يوجد نوع من الاضاءة الحديثة يسمى بالاضاءة الباردة التى تقلل فيها نسبة الحرارة المنبعة من المصباح ، ويقلل بها (44)
التأثير المباشر على التحف التى قد تتأثر بتعرضها للإضاءة
* وسائل العرض المختلفة:
المقصود بوسائل العرض إنها الفترينات، وهنا يجب أن نقسم تلك الفترينات إلى ثلاثة أنواع: الأول حائطية، وهذا يعنى خزانة تعلق على الحائط ويوضع بها بعض الحف، بل وجدت بعد ذلك بانوهات داخل الحائط ذاته، وقد تجصص وتضاء ويعرض بها التحف الأثرية، والثانى وسطية، أى توضع فى الوسط بعيدة عن الجدران ليمكن الالتفاف حولها، لترى التحفة من جميع جهاتها المختلفة، وقد توضع التحف على أرضية من الحرير ذات الذى يعكس جمال التحفة، ويحافظ على التضاد بينها وبين التحفة ليزيد النظر إلى التحفة. (45)
والنوع الثالث من الفتارين هوا لذى يوضع على حائل لعرض تلك التحف، وقد يكون الحائل من الخشب أو المعدن، ويستحسن أن يكون من نوع جيد من الخشب تعلق عليه أرفف خشبية وتعلق عليها التحف الأثرية المناسبة، وكذلك يجب أن تكون أسلاك هذه الخزانات أن نتجنب التلف المستمر فى الجدران، وكذلك يجب أن تكون اسلاك وحبال التثبيت من لون الجدران،وكذلك مكان الثبيت، وألوان الجدران نفسها، وكلك ارتفاع الفترينات الذى يتناسب مع ا لزائر لكى لا يرهقه عند زيارة المتحف ذاته.

قائمة المراجع

1- بيربيشار (الآثار والزلازل ,اجراءات الطوارى تقدير الاضرار بعد الزلازل ) ترجمة د: على غالب – مطبعة هيئة الآثار المصرية 1992
2-جمال محرز الخزف الفاطمي ذو البريق المعدني في مجموعة الدكتور علي إبراهيم باشا حركة كلية الأداب المجلد السابع – 1944
3-ربيع حامد خليفة – الفن العربي الاسلامي – المنظمة العربية تربية والثقافة والعلوم –– 1997
4-زكى حواس (أمراض المبانى، كشفها، وعلاجها والوقاية منها) مؤسسة كل العرب، عالم الكتب، 1990
5-صالح أحمد صالح: محاضرات فى مادةعلاج وصيانة الأحجار قسم الترميم، كلية الآثار ، جامعة القاهرة، القاهرة، 1988.
6-عبد الرؤف علي يوسف: الخزف – القاهرة تاريخها – فنونها – اثارها الهيئة المثرية العامة للكتاب
7-علام محمد علام: الخزف – موسسة سجل العرب – القاهرة – سلسلة الألف كتاب رقم 651 –
8-محمود إبراهيم حسين: الخزف الإسلامى فى مصر – القاهرة – 1984م
9- زكى حسن – كنوز الفاطمين –القسم الأول(التحف الفنية فى قصور الفاطمين)-جامعة القاهرة .
10-سعاد ماهر محمد-الفنون الأسلامية-مكتبة الفنون التشكيلية.


11- Ashurst, J. & Ashurst, N. op. cit, vol. 2 1989
12- Ashurst, N. and Ashurst, N; op. cit.,, vol2, 1989
13- Batler, A.J: Islamic pottery, London, 1926
14- Blatt. H: Sedimentary petology. W.H. Free marand Co. San Grarsiscor 1982
15- Butler, A.J. op.cit, 1926
16- Buyes, and oakely, V; op. cit, 1993
17- Buyes, s. and oakely, v., op. cit, 1933.
18- Buyes, S. and Oakely, V; The conservation and Restoration op. cit., 1993
19- Buys, and oakley, v; the conser vation and restoration of ceramci, bulter work, HeinemenLTD, oxford, 1993
20- Buys, s, oakely op. cit.
21- Dutlers ,J; op., cit,
22- Feilden, B.M; conservation of histroical Buildings, butter worth scientific and co., publishing
23- Gedey, I; Pottery and Glass, In the conservation of cultural property, Unessco. Press, Rom., 1988.
24- Goffer, Z., Archaeological chemistry, Asource Book in Aplication of chemistry to Archaeology, John, Willey and sons, Inc. USA; 1980
25- Hobson. (R>L.)., A Guide to the Islamic Pottery of the Near East. London, 1932.
26- Horic , V ; Material for conservation , London
27- John B. Kenny: The complete book of Potery making
28- Kuhrel E. Die Islamiche, Knnit, 132, Abb, 193.
29- Lane. (A.), Op. cit., plate 4. B.
30- lane: Earlv Islamic Pottery, London,
31- Lanel (A) ., op . Cit., Rlate
32- Mora, p. and Philipot, p; conservation of wall paintingl Blantyre. printing and pinding co
33- Nelson , G . C . o p . cit ., 1984
34- Nelson, G.C; Cermic; a potter’s Hand book, CBS college publishing, New Jersey, USA. 1984.
35- Nilson , G . , c ., o p ., cit ., 1989
36- Nilson, G.C. op., cit., 1984.
37- Norton f. H; Elements of ceramic, Addison wesley puplishing. Co., INC, USA, 1957.
38- Oliver J. the care and Repair of Antiques, chemcell or pres,l london, 1992.
39- PARRY PATTERY FOR SCHEXLSIP
40- Pearson, C; protection of the under water Heritage unessco, Press, 1991
41- Pettijon, F.J., sedimentray Rocks, CBS puplishers, Distributors India, Delhi, 1984.
42- Platt, H. op., cit, 1982.
43- Pliz; Mccarthy, B., the comprative study of oromocers and Paraliod B- 72 for conser vation of outdoor Elazed ceramics In fourth Euro Ceramics, vol. 14, the cultural ceramics Heritage, gruppoeditorial faenzaeditrices, ceramics, Italy, 1995
44- Porter, v ., Islamic Tiles , British Museumpress , landon , 1995
45- Prothero. D.R. Sedimentary Geology, Anintrodnctier to sedinentior rocks and stratigraphy. W.H. Free man & Co, New York, 1996. P 10
46- Prothero. D.R. Sedimentary Geology, Anintrodnctier to sedinentior rocks and stratigraphy. W.H. Free man & Co, New York, 1996. P 10
47- Qusa, M.E; Clay in Egyptian Geological survey & Miniry Authority Cairo, Egypt, 1986. p. 23
48- R. L. Hobson: Audide to the Eslamic pottery of the Neat East, p 10
49- Rado p., An Introduction to the technology of pohry the wercaste Royal porclcin company LTD., oyford 1988, pp. 6-9.
50- Rado, p. op, city., 1988 p. 18.
51- Thomas, G; pottery, the Hamlyn publishing group LTD; England, 1982, p5
52- tite Mis , Mason , R. B ; the beginning of Islamicstone paste technology , In Avcheaonetry , vol . 36 , part 10 , February 1994 , oxford universty p . 87

  



الخاتمه

قد حظى الخزف اهتمام الكثير  من العلماء والباحثين نظرا لما يتميز به ذلك الفن بزخارفه الرائعه واشكاله المتنوعه فاصبح لكل عصر موضوعات زخرفيه تميزه وارتبطت باحداث ذلك العصر وقد حرص الخزافون المسلمون على التجديد دائما فى صناعتهم وكان ابتكار جديد من نوعه.
وخاصة         البريق المعدنى انجاز يحسب للفن الاسلامى واعتبر ابتكار اسلاميا  خالصا تميزت به الاثار الخزفيه الاسلاميه عن مثيلاتها الصينية ولا تزال المنشات  الاثريه الاسلاميه القائمة حتى الان تحمل البلاطات الخزفيه ذات الزخارف االرائعه العجائن التى ترجع للعصر العثمانى وايضا ترخر قاعات كامله بالمئات من القطع الخزفيه بالمتحف الاسلامى وغيره من متاحف العالم كله .و فان دراسة تطور هذه الصناعة وابتكار الجديد من وسائل الحفاظ على ذلك التراث الضخم وتوفير وسائل العرض والتخزين الملائمة له تعتبر من اهم طرق  الحفاظ عليه للاجيال القادمه .



(والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)

تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة المقالة بجد عجبتني وفادتني كتير لان انا بعمل بحث عن البلاطات الخزفية لو ممكن بعد اذنكم اي مراجل تفيدني ف بحثي

    ردحذف
  2. السلام عليكم لو سمحتو لو عندكم المراجع بتاعة المقال دا ممكن تبعتوها ليا ضروري

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أستمارات توثيق وتسجيل الاثار لكل من المرمم والاثرى

علاج وصيانة العظام الاثرية وطرق عرضها متحفيا

اساليب الاضاءة الحديثة المستخدمة فى المتاحف وفتارين العرض